للهوى الشخصي.
ووجه التحيز في هذا الحكم أنه بحث عن المعايب، ونظرة
جانبية في موضوع البحث، تركزّ على عنصر خارج عن حقيقة الإسلام المجردة.
والحق أن الدراسة العلمية لا بد أن تتجرد للبحث عن حقائق الموضوع الذاتية، في تعمق، وفي شمول، مع ضرورة التمييز يين ما هو ذاتي وما هو خارجي، وبين ما هو من إيحاء الإسلام وبين ما هو من سلوك الناس وانحرافهم عنه. وبهذه الدراسة المتكاملة، والذاتية يسلم (منهج البحث) ، ويبرأ من عيب النظرة الجزئية، ثم الحكم الكلي.
هل من الحق والمنهجية أن نحكم على مبادئ الثورة الفرنسية بما فعل
القائمون بها، وبما فعل نابليون، وبما فعلت فرنسا في الشعوب التي استعمرتها، ومنها ذاك المثل الذي ذكره (ول ديورانت) في موسوعته
(قصة الحضارة) عندما نزلت فرنسا في أمريكا، عقب اكتشافها، وأفلحت في استمالة بعض القبائل.
وتأكد لفرنسا رغبة قبائل (البوتيغوارا) في أكل لحوم البشر، فقامت فرنسا بترتيب خدمة منتظمة بنقل زنوج من (غينيا) يقدمونهم لهذه القبائل لأكلهم!!
وفي العصور التي سميت في تاريخ الغرب بالعصور التنويرية، وخطت بها خطوات فساحا نحو التقدم - كانت أوربا تقوم بعملين متزامنين:
أحدهما داخلي، وآخر خارجي.
أم الداخلي فكان استثمار جهود العاملين من النساء والأطفال والرجال
الفقراء استثمارًا ليس فيه من (الإنسانية) شيء مع قلة الأجر إلى حد لا يقيم الأود، وتكديس الجميع في أماكن ضيقة أشاعت الفواحش والأمراض.
أما الخارجي فكان الاندفاع إلى استعمار الشعوب، وابتزاز ثرواتها وفرض الفقر والجهل عليها، ومحاولات فتنتها عن دينها.
فهل تسوغ لنا تلك المآثم غمط الخلق، وبطر الحق؟
- لقد عرض (مونتسكيو) مشاهد مما رآه في بلاد الغرب تنطق بمدى التأخر
الحضاري، والانحطاط الأخلاقي، كان مما شاهد: في (فينا) - وكانت النمسا أول رحلاته: إن الغبار يسيطر على المدينة بسبب الطرق المتربة التي تحيط بها.
ووجد أن