(وهي الأولى) لبداءة جبريل عليه السلام لما صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم. وفي البداءة
بها إشارة إلى أن هذا الدين ظهر أمره وسطع نوره من غير خفاء.
ولأنه لو بدا بالفجر لختم بالعشاء في ثلث الليل، وهو وقت خفاء، فلذلك
ختم بالفجر، لأنه وقت فيه ضعف، إشارة إلى أن هذا الدين يضعف في آخر الأمر.
(من الزوال) يعني: إذا ابتدأ وقت صلاة الظهر من الزوال. (وهو) أي
الزوال:(ابتداء طول الظل بعد تناهي قصره)، لأن الظل يكون أولا طويلا لمقابلة قرصها، وكذا كل منتصب في مسامته نير، وكلما صعدت قصر الظل إلى أن ينتهي. فإذا أخذت في النزول مغربة طال لابتداء المسامتة ومحاذاة المنتصب قرصها، ويقصر الظل جداً في كل بلد بحسب وسط الفلك.
(لكن لا يقصر) الظل (في بعض بلاد خراسان لسير الشمس ناحية عنها) فصيفها كشتاء غيرها.
وعلم من كون الظل لا يقصر في جميع البلاد: عدم ارتباط التكليف به.
بخلاف الزوال.
(ويختلف) - قدر الظل (بالشهر والبلد. فأقله) أي: أقل ظل آدمى تزول عليه الشمس (بإقليم الشام والعراق: قدم وثلث) بقدم ذلك الآدمى (في نصف
حزيران)، وذلك مقارب لها طول أيام السنة، واطولها سابع عشر حزيران. (ويتزايد) بتقاصر النهار (إلى عشرة) اقدام (وسدس) قدم (في نصف كانون الأول) وذلك مقارب لأقصر أيام السنة، وأقصرها سابع عشر كانون الأول. (ويكون) الظل (اقل) قصرا (وأكثر) طولاً (في غير ذلك)، أي: في غير الشام والعراق
فإذا أردت معرفة ذلك فقف على مستو من الأرض، وعلم الموضع الذي
ينتهي إليه ظلك، ثم ضع قدمك اليمنى بين يدي قدمك اليسرى، والصق عقبك بإبهامك، فإذا بلغت مساحته هذا القدر بعد انتهاء النقص فهو وقت زوال