للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صدر رحلته وتعرض للمسألة مؤلف الاستقصاء في استقصائه ومال إلى المنع، كما تعرض لها الشيخ محمد السنوسي في استطلاعاته. والشيخ رفاعة المذكور اجتمع به الشيخ أحمد بن أبي الضياف في باريز سنة ١٢٦٣هـ حين توجه لها مع الأمير أحمد باشا باي.

الثاني: وقعت محاورة أيضاً بين هذين الشيخين في كورية الأرض وبسطها فالبسط للمناعي والكوربة لخصمه ورجح بأدلة ذكروها، وهذا الخلاف مبسوط في روح المعاني عند قوله عزّ ذكره: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا} وقد مال الكثير من المتأخرين إلى الكورية ومنهم الشيخ محمد الكنتاوي بأرض أزوات بالمغرب من بلاد تنبكتو وكان من أعلام العلماء الأئمة الفضلاء، ألف مختصراً في فقه مالك ضاهى به مختصر خليل وألفية ضاهى بها ألفية ابن مالك، وله مصنفات في كثير من العلوم الظاهرية والباطنية وله أوراد وأحزاب كأحزاب الإمام الشاذلي. مات سنة ١٢٢٩هـ وخلفه حفيده المسمى باسمه.

الثالث: اعلم أنه كان للأمراء الدايات نفوذ عظيم ولبعضهم آثار مجيدة خالدة من أوائل المائة بعد الألف إلى أواخرها وتقدم ذكر بعضهم ثم انحط نفوذهم، وإليك أسماءهم على نسق تتميماً للفائدة ناقلاً ذلك من كناش بخط الإمام الهمام شيخ الإِسلام بيرم الرابع ونصه ببعض تصرف: هذا ترتيب الدايات من حين الفتح العثماني. اعلم أن ذلك الفتح لست مضين من جمادى الأولى سنة ٩٨١ هـ على يد سنان باشا وعندما أجمع على العود إلى الروم رتب بالبلد أربعة آلاف من العسكر وانتخب منهم أربعين رجلاً وجعل نظر كل مائة إلى واحد من الأربعين واستمر الأمر على ذلك الترتيب إلى سنة ٩٩٩هـ وقد ظهر من أولئك الأربعين جور عظيم فثار عليهم الجند ووقعت مقتلة عظيمة ثم حصل الاتفاق على تقديم واحد يتولى الأمر ويلقب بالداي فأول مَن ولي ذلك إبراهيم داي رودسلي فمكث نحو الخمس سنين ثم سار إلى الحج وعاش إلى ما بعد الستين وألف. وولي بعده موسى سنة ١٠٠٩هـ فمكث سنة وذهب للحج فأرسل العسكر إليه أن لا يعود وتولى عثمان دايا بعده وعلى عهده كان قدوم الأمم الجالية من الأندلس وذلك في سنة ١٠١٧هـ وهو أول مَن انفرد بالكلمة من الدايات، ومن مآثره قنطرة على طريق بنزرت وتوفي سنة ١٠١٩هـ. وتولى بعده يوسف دايا ومآثره شهيرة توفي في ٢٣ رجب سنة ١٠٤٩هـ. وتولى بعده أسطى مراد وهو من الأعلاج وله مآثر شهيرة في البحر إذ كان من رؤسائه وهو المحدث لمرسى غار الملح لحصار قليبة وتوفي سنة ١٠٥٠هـ، وتولى بعده أحمد خوجة وكان قبل ولايته رئيس خوجات الديوان ومن مآثره البرج الثاني

<<  <  ج: ص:  >  >>