المناصف، من أهل قرطبة انتقل والده لإفريقية وبها ولد، كان من أعلم العلماء متفنناً نظاراً واقفاً على الاتفاق والاختلاف معللاً مرجحاً مع الحظ الوافر في اللغة والأدب والتصرف الحسن في قرض الشعر، تفقه بأبي الحجاج الخزرجي قاضي تونس، وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي ذرقة وبتلمسان من أبي عبد الله التجيبي وله رواية عن أبيه عن جده. قال ابن الأبار: لقيته ببلنسية وهو قاضيها وأجازني جميع ما رواه ثم نقل إلى مرسية وكان ذا سيرة عادلة وأبهة وشارة جميلة في حدة مفرطة ثم لحق مراكش فأقام هناك إلى أن مضى سنة ٦٢٠ هـ. مولده سنة ٥٦٣ هـ له أراجيز في غير ما فن منها المذهبة في العلي والشيات ومنها الدرة السنية وكتاب الأنجاد في الجهاد ظهر فيه علمه وأبان فيه عن تقدمه وكتاب الأحكام والشروط في باب السلم الذي أغفله القاضي أبو محمد عبد الوهاب في التلقين.
٦١٠ - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري: من أهل المرية يعرف بابن اليتيم وابن البلنسي العالم الراوية العالي الإسناد الرحال في طلب العلم، سمع من أعلام وأخذ عنهم منهم والده أبو العباس وأكثر عنه ولقي أبا الحسن بن هذيل وأبا الحسن بن النعمة وأبا عبد الله بن سعادة وأبا القاسم بن حبيش وابن قرقول وأبا عبد الله بن مطرف والسهيلي وابن الفخار، وسمع أبا مروان بن قرمان ولقي أبا الحسن بن بقي جد أبي القاسم بن بقي وابن بشكوال وغيرهم وأجازوا له وكتب إليه أبو إسحاق بن فرقد وأبو بكر بن خير وأبو بكر بن رزق ولقي أبا الحسن بن حنين بفاس وسمع منه الموطأ وأجاز له وأبا عبد الله بن الرمامة وخرج للحج سنة ٥٦٦ هـ ولقي ببجاية أبا محمد عبد الحق الإشبيلي وسمع منه وأجاز له وبالمهدية قاضيها أبا يحيى بن الحداد من أصحاب الإِمام المازري وبالإسكندرية أبا محمد العثماني وأبا طاهر السلفي وأبا عبد الله محمد الحضرمي وأبا الطاهر بن عوف وبالقاهرة أبا عمرو عثمان بن الفرج وغيرهم من أهل الشام والعراق والحجاز، سمع منهم وأخذ عنهم ويذكر أن شيوخه الذين لقيهم وأجازوه تنوف عن المائة ثم رجع لبده وقدم للقضاء ببعض الجهات ورحل إليه الناس للسماع، وأخذ عنه جماعة منهم أبو سليمان بن حوط الله وأجاز ابن الأبار. مولده سنة ٥٥٤ هـ وتوفي سنة ٦٢١ هـ[١٢٢٤ م].
٦١١ - أبو الحسن محمد بن محمد بن سعيد: يعرف بابن زرقون العالم