قال ابن سعدي في بيان هذه القاعدة "إن أسماء الله الحسنى كلها أعلام وأوصاف دالة على معانيها وكلها أوصاف مدح وحمد وثناء ولذلك كانت حسنى فلو كانت أعلاماً محضة لم تكن حسنى.... إلى أن قال: فصفاته كلها صفات كمال محض فهو موصوف بأكمل الصفات، وله أيضا من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه"١.
القاعدة الرابعة:-
(يجب الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات) .
فهذه ثلاثة أركان للإيمان بأسماء الله وصفاته:
١ـ أن يؤمن بالأسماء الحسنى.
٢ـ وأن يؤمن بما دلت عليه من الصفات.
٣ـ أن يؤمن بأحكام تلك الصفات ومتعلقاتها.
وبيان ذلك يظهر بالأمثلة:
فمثلاً الرحمن اسم من أسماء الله والرحمة صفة من صفاته وأنه يرحم من يشاء.
والقدير اسم من أسماء الله والقدرة صفة من صفاته وأنه يقدر بها على فعل كل شيء.
وهكذا في بقية أسماء الله الدالة على أوصاف متعدية.
أما إن كانت تدل على وصف غير متعد فإنها تتضمن أمرين:
ـ إثبات الاسم لله.
ـ وإثبات الصفة التي تضمنها.
ومثاله الحي والقيوم.
وهذه القاعدة أشار إليها ابن سعدي في أكثر من موضع من مؤلفاته قال رحمه الله:
إن من قواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها ما دل عليه الكتاب والسنة من الإيمان بأسماء الله كلها وصفاته جميعها وبأحكام تلك الصفات فيؤمنون مثلاً بأنه رحمن رحيم ذو الرحمة العظيمة التي اتصف بها المتعلقة بالمرحوم فالنعم كلها من آثار رحمته.
وهكذا يقال في سائر الأسماء الحسنى فيقال عليم ذو علم عظيم يعلم به كل شيء قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء.
فإن الله قد أثبت لنفسه الأسماء الحسنى والصفات العليا، وأحكام تلك الصفات.
١ الحق الواضح المبين /٥٥،، وانظر توضيح الكافية الشافية /٩٦.