للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد قتل الثور الكلاب، وتقدّم في المقامة قبل هذه، فلما فيه من الدم سمّي أحمر، وهو الأظهر من مقصد الحريريّ، لأنه علّق غيره من الصفات باللّون مثل العدوّ الأزرق، والرّوم زرق العيون، فكذلك الموت الأحمر.

أبو عبيدة: الموت الأحمر أن يتغيّر بصر الرجل من الهول، فيرى الدنيا في عينيه حمراء ورداء، والموت الأغبر: هو الموت جوعا، لأنه يغبّر في عينيه كلّ شيء، والموت الأسود هو الموت في غمّة الماء، والموت الأبيض هو موت العافية، قال الخطابي:

الموت الأبيض، أي فجأة، لأنه يأخذ الإنسان ببياض لونه.

قوله: «تلوي»، أي خلفي وإلى جانبي. عينه: شخصه. فراره: معرفته، أي شخصه يعرّفكم بحاله، والعرب تقول: عينه فراره للشيء تعرفه إذا أبصرته، والفرّ في البهائم. كشف أسنانها حتى يعرف ما لها من السنّ. ووقع في المقامات فراره بضم الفاء، وكذا في نوادر أبي عليّ، ووقع في النسخ العتاق من الأمثال لأبي عبيد: فراره، بكسر الفاء، وأنشد أبو علي: [الرجز]

* هو الحبيب عينه فراره* (١)

وفسره فقال: نظرك إليه يغنيك عن فرّه لتخبره، وهما لغتان: فراره وفراره.

قوله: «ترجمانه» المتكلم عنه، يريد أن صفرة لونه تخبّرك أنّه جائع. قصوى:

غاية. بغية: طلب. وقصارى أمنيّته، أي منتهى ما يتمنّاه وغايته. بردة: ثوب، أي أقصى ما يطلب ما يأكل وغاية ما يتمنّى ما يلبس. آليت: حلفت. أبذل الحرّ: أهين الخدّ، الحرّ: الكثير المروءة: ناجتني: حدّثتني. القرونة: النفس. المعونة: ما يستعان به، آذنتني: أعلمتني. فراسة الحوباء: فطنة النفس. الينابيع: جمع ينبوع، وهو ما يخرج من الماء وينبع. الحباء: العطاء. أبرّ. راعى وأكرم. توسّمي: نظري وظنّي. يقذيها: يجعل فيها القذى، والجمود: الشحّ.

وقال بعضهم في ذم التشكّي إلى المخلوق: [الرجز]

لا أشتكي ضرّي إلى النّا ... س وهم من أعلم

إن إلها مسرّ بالضّرّ ... جواد منعم

أشكو الّذي يرحمني ... إلى الّذي لا يرحم

الكستجيّ، قال: أملقت حتى لم يبق في منزلي إلا جارية، فدخلت دار المتوكل، فلم أزل متفكّرا، فحضرني بيتان، فأخذت قصبة، وكتبت على الحائط الذي كنت إلى جانبه: [الرجز]


(١) الرجز بلا نسبة في مقاييس اللغة ٤/ ٤٣٩، برواية:
هو الجواد عينه فراره

<<  <  ج: ص:  >  >>