للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أليس من العجائب أن قردا ... أصيمع باهليّا يستطيل

ويزعم أنه قد كان يفتى ... أبا عمرو ويسأله الخليل

إذا ما قال: «قال أبي» عجبنا ... لما يأتي به ولما يقول

وجلله عطاء الملك عارا ... تزول الرّاسيات ولا يزول

فقل لأبي ربيعة إذ عصاني ... وحاد به عن القصد السبيل

لقد ضاعت برودك فاحتسبها ... وضاع الفصّ والسّيف الصّقيل

فأما الخمسة الآلاف فاعلم ... بأنك غبنها لا تستقبل

والأصمعيّ لا يقدح هذا القدر في جانبه، لأنّ بعض محاسنه يغطّي على كل مساوئه.

وكان منشؤه بالبصرة، وبها توفّي سنة تسع عشرة ومائتين وبلغ ثمانيا وثمانين سنة.

قوله: محرابي، وما بعده في معناه، يعني فرجها. والإمام وما بعده، يعني به ذكره. وسمّي محراب المسجد محرابا لأنه يباعد من ليس من أهله أن يقربه، إذ هو أرفع ما في المسجد، وفلان حرب لفلان، أي مباعد له. والقراب: وعاء من جلد يجعل فيه السيف مع غمده. والقراب: وعاء الزاد.

***

فقال لهما القاضي: أراكما شنّا وطبقة، وحدأة وبندقة، فاترك أيّها الرّجل اللّدد، واسلك في سيرك الجدد. وأمّا أنت فكفّي عن سبابه، وقرّي إذا أتى البيت من بابه.

فقالت المرأة: والله ما أسجن عنه لساني، إلا إذا كساني، ولا أرفع له شراعي، دون إشباعي. فحلف أبو زيد بالمحرّجات الثّلاث، إنّه لا يملك سوى أطماره الرّثاث.

فنظر القاضي في قصصهما نظر الألمعيّ، وأفكر فكرة اللّوذعيّ. ثمّ أقبل عليهما بوجه قد قطّبه، ومجنّ قد قلبه، وقال: ألم يكفكما التّسافه في مجلس الحكم، والإقدام على هذا الجرم، حتّى تراقيتما في فحش المقاذعة، إلى خبث المخادعة! وايم الله لقد أخطأت استكما الحفرة، ولم يصب سهمكما الثّغرة؛ فإنّ أمير المؤمنين، أعزّ الله ببقائه الدّين، نصبني لأقضي بين الخصماء؛ لا لأقضي دين الغرماء. وو حقّ نعمته الّتي أحلّتني هذا المحلّ، وملّكتني العقد والحلّ، لئن لم

<<  <  ج: ص:  >  >>