للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لهم شريعته الفضلية ولم (يقبلوها منه) ١، لا بل إنهم كانوا (قدهموا) بقتله لولا (أن الله تعالى) رفعه إليه، وحوارييه عليهم السلام كانوا (مجتهدين) ٢ بتنفيذها، ولأجل ذلك كانوا يحاربون ويقتلون وتزور كتبهم٣، ويترك أكثرها ويقل زمان حسنها٤. أفاد عليه السلام إذ قال – (لتأكيد) العبارة ـ: "فاذا جاء رب الكرم ماذا يفعل بأولئك الفعلة؟ فأجابوه: الأرديا بالردى يهلكهم، ويدفع الكرم إلى فعلة آخرين، ليعطوه ثمرته في حينها". هنا انكشف مجيئ صاحب الكرم، وأنه يهلكهم*. وظهر أيضاً أن


١ في النسختين "ولم تأخذ مفعولها منهم" وفصاحتها ما أثبت.
٢ في النسختين "مهمين" وفصاحتها ما أثبت.
٣ في. د حاشية ليست في. ت وهي (اعلم أنك إن أردت أن تعرف البينة من كتب النصارى أين وجد مشاراً بالتحريف في كتبهم ذاتها، فعليك بمطالعة كتب مؤرخيهم، وفي رسالة بولس إلى أهل قرينته الإصحاح الثاني والعدد السابع عشر، وفي رسالة بطرس الثانية الجامعة الإصحاح الثالث العدد السادس عشر، ثم إذا أردت أن تعرف أين وجد ذكر أناجيل غير الأربعة الموجودة الآن وقد اختفت، فعليك بمراجعة إنجيل لوقا الإصحاح الأول العدد الأول، فإنك تجد المطلوب الذي قاله المؤلف رحمه الله تعالى، عدا الشكوك اللاحقة المحررة في الباب الخامس التي تؤكد ذلك التحريف) .
٤ لم أستطع فهم مراد المصنف الأخير، إلا أن يقصد (وتهجر كتبهم حتى تضيع وتصبح غير مقبولة) .
(*) حاشية: (اعلم أنّ معنى الهلاك الذي ذكره عيسى ههنا هو نفس الاستئصال الذي ذكره موسى، إذ إن موسى في الشهادة الأولى قال: كل نفس لا تسمع لذاك النبي وتطيعه تستأصل تلك النفس من شعبها أي تهلك، وههنا عيسى قد كشف هذا الهلاك وفي أي زمان بقوله: إذا جاء رب الكرم فإنه يهلكهم) .

<<  <   >  >>