للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كهدير البحر١، وينظر إلى الأرض وإذا هي مظلمة ضيقة، والنور اعتم لضبابها.

أقول: وبالحق إن هذه الشهادة (منطبقة) على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما قلنا، ومن كل جهاتها لأن قوله: "ويرفع علامة للأمم"؛ يعني أنه هو العلامة المرفوعة للأمم*، والدليل الهادي، ليقودهم إلى نور دين الله الحق، وهو الذي رفع للأمم أولاً، كما عيسى رفع لليهود أولا، وبعده (عمموا) نبوته٢.


١ في النسختين "ويمهر عليه في ذلك اليوم مهرت البحر"، ولم أقف على معنى مناسب ليمهر، ومهرت البحر. ويظهر أنها خطأ، وما أثبت من النسخة العربية إشعيا ٥:٢٦-٣٠، إلا أنها فيه بصيغة الجمع، هكذا: "يهرون عليهم في ذلك اليوم كهدير البحر"، كما أن النص فيها على صيغة الجمع فبدايته يقول: "يصفر لهم فإذا هم بالعجلة يأتون سريعاً ليس فيهم رازح ولاعاثر لاينعسون". و"الهر"كما في القاموس المحيط ص٦٣٩ ضرب من زجر الإبل. فيبدو أن معناها أي يزجرون أعداءهم بصوت كهدير البحر.
(*) حاشية: (اعلم أنّ مامن أحد من الأنبياء الذين هم من بني إسرائيل رفع علامة للأمم ولا أنذرهم، حتى ولا عيسى، بل محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو وحده رفع للأمم وهو من الأمم، كما تنبأ عليه إشعيا، ومن غلاقة شرح هذه الشهادة قد ترى هذا المعنى صريحا ظاهراً) .
٢ في النسختين "وبعده عمت نبوتهما"، ويظهر لي أنها خطأ، وصوابها ما أثبت على معنى أن النصارى بعد المسيح ادعوا عموم رسالته. والله أعلم.

<<  <   >  >>