للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يروق بالطبع للمسلمين المتدينين لأنه ليس دينيا ومقدسا بل هو مادي" (١) .

وبالرغم من اعتراف رودنسون بكون القرآن الكريم المصدر الأكثر موثوقية من بين باقي المصادر التي يشك في صحتها ومن بينها المرويات الحديثية إلا أنه يعتبر إشارات القرآن الكريم لا تقدم معطيات كاملة وتامة (٢) .

فعندما يأخذ رودنسون غزوة بدر يحاول فهم موقعها ضمن سلسلة الأسباب والمسببات، ولكن هل يعد الملائكة الذين اشتركوا في بدر وكانوا مددا للمسلمين عنصرا من عناصر الواقعة أو لا؟ إن مما لا شك فيه أن المنهج المادي الذي يوظفه رودنسون في كل فصول كتابه عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم لا يقيم وزنا لمسألة إرسال الله تعالى للملائكة ليكونوا عونا ومددا للمسلمين، وهو يرى أن اعتقاد الفكر الديني "هكذا" (La pensée religieuse) بهذا الاشتراك يضفي على الواقعة التاريخية بعدا أسطوريا ويجعلها تتحول من حدث تاريخي واقعي إلى حدث أسطوري (mythologique) . (٣)

ثم إن السؤال عن كيفية تحول الحدث التاريخي إلى حدث أسطوري

– حسب زعم رودنسون - لا يقتصر على واقعة بعينها كغزوة بدر أو حدث الإسراء والمعراج، بل يعمم ليشمل كل وقائع السيرة النبوية ذات الصلة بالغيب والوحي، وهذه المسألة لا تخفى على رودنسون الذي يكاد يخصص لبحث الشخصية المحمدية في علاقتها بالمعطى الغيبي كل الفصل السابع من


(١) في حوار معه بمجلة رسالة الجهاد الليبية من العدد ٧٠ (أكتوبر ١٩٨٨م) ص ٥٤.
(٢) M Rodinson: Bilan p.
(٣) M,Rodinson: Mohamet, p (le prophète armé (فصل: النبي المسلح

<<  <   >  >>