ومثل هذا قوله أيضاً:
واحرق أكال للحم صديقه ... وليس لجاري ريقه بمسيغ
لست له ظنا بعرضي فلم أجب ... ورب جواب في السكوت بليغ
وقول الآخر:
واعلم بأن من السكوت إبانة ... ومن التكلم ما يكون خبالا
وقول الآخر:
أيا رب إنَّ الناس لا ينصفوني ... ولم يحسنوا قرضي على حسنات
إذا ما رأوني في رخاء توددوا ... إلي وأعداء لدى الأزمات
ومهما أكن في نعمة حزنوا لها ... ذوو أنفس في شدتي جذلات
ثقاتي ما دامت صلاتي لديهم ... وإنَّ عنهم أخرتهم فعداتي
سأمنع قلبي إنَّ يحن إليهم ... واصرف عن قاليا لحظاتي
والزم نفسي الصبر دائبا لعلني ... أعين ما أملت قبل مماتي
ألا إنّما الدنيا كفاف وصحة ... وأمن ثلاث طيب كل حياة
وقال الأخر:
وما النفس إلاّ حيث يجعلها الفتى: ... فإن توقت تاقت وإلاّ تسلت
وقال الأخر:
إذا ما مددت النفس التمس الغنى ... إلى غير من قال اسألوني فشلت
سأصبر جهدي إنَّ في الصبر عزة ... وأرضى بدنياي وإنَّ هي قلت
وقال الأخر:
من لي بذكري كلما أوحشته ... تمحو سلوي واشتياقي تثبت
وسحاب دمع كلما أمطرته ... غير القتاد بمضجعي لا ينبت؟
وقد كنت قلت معنى البيت الأخير، قبل إنَّ أراه، وهو مطلع قصيدة:
طرقت من بعد الهدو بلابل ... تمهى كما طرق الخميلة وابل
سحب متى تحلل بأكناف الحشى ... ينبت به منها القتاد الراعل