للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهؤلاء المعطلة لصفات الباري تبارك وتعالى ضربوا لصفات الله أمثالا في عقولهم، هي صفات المخلوقين، وأخذوا يقايسون ما وردت به النصوص من صفات الله على تلك الأمثال، فأدى بهم ذلك إلى رد تلك النصوص بعدم قبول ما دلت عليه، وتأويلها تأويلات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وكان عليهم من البداية أن يستجيبوا لقول الله تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} فيقبلوا ما أثبت الله لنفسه على ما يليق به، دون اعتقاد مشابهة الخلق، على حد قوله - سبحانه - {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ١.

وهذا المنهج - المتمثل في مقايسة صفات الله بصفات المخلوقين مما يؤدي إلى استحالتها ونفيها عن الله - قد حصل جنسه عند المشركين من كفار قريش.

وذلك أنهم أحالوا البعث بعد الموت بناء على اعتقادهم أن لا أحد يستطيع إعادة الحياة إلى العظام البالية بالقياس إلى مقدرتهم.

قَال الله تعالى مبينا ذلك منهم: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا


١ سورة الشورى آية (١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>