للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} ١.

وقال - سبحانه -: {وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} ٢.

قَال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مبينا ما يتضمنه هذا المنهج من المفاسد: "وهو أن كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات - أو كثيرٍ منها أو أكثرها أو كلها - أنها تماثل صفات المخلوقين. ثم يريد أن ينفي ذلك الَّذِي فهمه، فيقع في أربعة أنواع من المحاذير:

(أحدها) : كونه مثَّل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين، وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل.

(الثاني) أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله، بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله، فيبقى مع جنايته على النصوص، وظنه السّيّئ الذي ظنه بالله ورسوله - حيث ظن أن الذي يفهمه من كلامهما هو التمثيل الباطل - قد عطّل ما أودع الله


١ سورة يس الآيتان (٧٨-٧٩) .
٢ سورة الإسراء آية (٤٩-٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>