للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفاة الصفات، وضرب الأمثال لله:

إن نفاة صفات الله تعالى من سائر طوائف المتكلمين ارتكزوا في نفيها عن الله تعالى على شبهة أن إثباتها يؤدي إلى مشابهة المخلوق، إذ إنهم زعموا أن ظاهر نصوص الصفات حقيقته هي صفة المخلوق. فضلالهم نشأ من قياسهم صفات الله تعالى على صفات المخلوق، وهذا قياس فاسد.

وجعلوا صفات المخلوق مماثلة لما تدل عليه ظواهر النصوص المثبتة لصفات الله. فنفوا الصفات عن الله تعالى خوفا من إثبات ما يماثل صفة المخلوق. فهم كما قال عنهم أهل العلم: مثلوا ثم عطلوا.

قَال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل فهو جامع بين التعطيل والتمثيل:

أما المعطلون فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات. فقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل: مثلوا أولاً، وعطلوا آخراً، وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من أسمائه وصفاته، بالمفهوم من أسماء خلقه وصفاتهم، وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى"١.


١ الفتوى الحموية الكبرى، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص (١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>