ويبدو أن النشاط التجاري للأشوريين في كبادوشيا ظل مزدهرًا حوالي ثلاثة أجيال؛ ولكنه انتهى فجأة في حكم الملك أنيتا، ولا ندري هل كان ذلك نتيجة لانتصارات هذا الملك أم أن كارثة حلت بمدينة آشور نفسها في ذلك الوقت؟ وليس هناك ما يبرر الاعتقاد بأن السكان المحليين لم يكونوا على علاقات ودية مع التجار الأشوريين؛ بل على العكس من ذلك ربما كان هؤلاء يرحبون بمثل أولئك الذين كانوا يحملون لهم ثمار الحضارات المتقدمة من بلاد النهرين.
وإذا ما أردنا تتبع علاقة الملك أنيتا المشار إليه بمملكة حاتي؛ فإننا نجد أنه كان يحكم في مدينة كوسارا أي: إن هذه المدينة كانت مقره في العصور الحيثية المبكرة إن لم تكن هي عاصمته الإدارية كذلك؛ ولذا يعتقد بعض العلماء أن الأسرة المالكة الحيثية كانت من سلالة أنيتا؛ إلا أن هذا الاعتقاد فيما يبدو لا يتفق مع ما نعرفه عن تدمير حاتوساس والعداء الذي أظهره أنيتا لها؛ مما يدل على أنه كان ينتمي إلى تقاليد تختلف عن تقاليد الملوك الذين اتخذوا حاتوساس عاصمة لهم فيما بعد، كذلك لم نعثر في نصوص ملوك الحيثيين على ما يثبت أن أحدًا منهم ادعى بأن أنيتا كان أحد أسلافه.