ومهما كان الأمر؛ فإن الكتابات المسمارية كانت أهم ما اعتمد عليه المؤرخون في التعرف على تاريخ الحيثيين من مصادره الأصلية.
وقد اصطلح المؤرخون على أن العصر التاريخي في هضبة الأناضول يبدأ بوصول تجار أشوريين إليها، وكان هؤلاء يتراسلون مع أوطانهم الأصلية باللغة البابلية؛ حيث عثر على ألواح رسائلهم الطينية في كول تبة وغيرها, وهي لا تمدنا إلا بالقليل من المعلومات عن السكان الأصليين وتاريخهم؛ غير أننا نتبين فيها كثيرًا من الأسماء الهندو أوروبية مما يوحي بأن الهندو أوروبيين كانوا قد استقروا في المنطقة قبل ذلك، كما تحدثنا هذه الألواح عن الأمراء المحليين وقصورهم، ومن ذلك نستنتج أن البلاد كانت مقسمة إلى عشر مقاطعات صغيرة على الأقل, من بينها مدينة بوروش خاندا التي تمتعت بالسلطان في بادئ الأمر؛ لأن حاكمها كان مميزًا عن حكام المدن الأخرى بلقب الأمير العظيم، ومدينة كوسارا١ التي ترك أميرها أنيتا بن بتخانا نصًّا يشير إلى كفاحه وكفاح أبيه من أجل السلطان ضد بعض المدن المنافسة ومن بينها حاتي, كما يذكر أنه قد تم إخضاع هذه المدن بنجاح وأن حاتوساس دمرت تدميرًا تامًا, وبعد أن تم له قهر جميع الأعداء نقل مقر حكمه إلى نيسا "Nesa". ويظهر أن هذا الملك قد تمكن في أواخر عهده من الاستيلاء على الجزء الأكبر من هضبة كبادوشيا.
ولا يعرف متى أدخلت الكتابة الحيثية بالخط المسماري؛ إذ إنها تختلف اختلافًا بينًا عن الأسلوب الذي استعمله التجار الأشوريون في كتابة لغتهم, وخاصة لأن النصوص الحيثية المتأخرة تشير إلى أن الأمراء المحليين في العصور المبكرة كانوا يستعملون اللغة الأكدية في كتاباتهم.
١ يحتمل أن كوسارا كانت إلى جنوب حاتوساس "بوغاز كوي الحالية" عاصمة دولة حاتي, التي كانت تتركز في منطقة كبادوشيا.