للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذلك سكين على الحلق حاذق"١.

ومن ذلك ما ذكره خلف الأحمر على ألسنة القدماء في ورود لفظة "عشار" في كلام العرب، إذ روى هذه الأبيات:

قل لعمرو يا ابن هند ... لو رأيت اليوم سنا

لرأت عيناك منهم ... كل ما كنت تمنى

إذ أتتنا فليق شهـ ... ـبا من هنا وهنا

وأتت دوسر والملـ ... ـحاء سيرًا مطمئنا

ومشى القوم إلى القو ... م أحادى ومثنى

وثلاثا ورباعًا ... وخماسًا فأطعنا

وسداسًا وسباعًا ... وثمانًا فاجتلدنا

وتساعًا وعشارًا ... فأصبنا وأصبنا

لا ترى إلا كميا ... قائلا منهم ومنا

"ودلائل الوضع في هذه الأبيات ظاهرة. وكان خلف الأحمر متهمًا بالوضع"٢.

ويدخل في باب نحل الشعر عامل آخر، هو الاستشهاد بالشعر لتأييد الخلافات القائمة بين المذاهب في إثبات رأي، أو في تفسير آية، تفسيرًا يؤيد رأي ذلك المذهب. فقد زعم أن المعتزلة، قالت في تفسير الآية: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} ، أي علمه، وأنهم جاءوا على ذلك بشاهد لا يعرف وهو قول الشاعر:

ولا بكرسي علم الله مخلوق٣

وهو قول وإن روي عنهم وقيل، لا أدري، إذا كان قد صدر منهم، أو أنه صنع عليهم، وقد ورد في خبر أن عبد الله بن عباس، كان يقول: الكرسي: العلم. وأنه فسر الآية بهذا المعنى. على كل فقد فسر المفسرون لفظة


١ مجالس العلماء "ص١٢٩"، "الكويت ١٩٦٢"، "عبد السلام محمد هارون".
٢ الخزانة "١/ ٨٢"، "بولاق".
٣ الرافعي "١/ ٣٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>