للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نسبها للنابغة١. والقصيدة التي فيها:

قل لعمرو يا ابن هند ... لو رأيت القوم شنا

لرأت عيناك منهم ... كل ما كنت تمنى٢

كما روى أبياتًا ذكر أنها من صنع حماد. من ذلك قصيدة نسبها لهند بنة النعمان، من أبياتها:

ألا من مبلغ بكرًا رسولا ... فقد جد النفير بعنقفير

وقد قال الأصمعي، إنها مصنوعة، لم يعرفها أبو بردة، ولا أبو الزعراء، ولا أبو فراس، ولا أبو سريرة، ولا الأغطش، وهي مع نقيضة لها أخذت عن حماد الراوية٣.

وروي عن الأصمعي قوله: "كل شيء في أيدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية إلا نتفًا سمعتها من الأعراب وأبي عمرو بن العلاء"٤.

ومرد نحل الشعر عند ابن سلام: إما إلى عصبية قبلية، وإما إلى رواة شعر. أما عصبية القبائل، فقد دوّنت رأيه في سببها. وأما عن رواة الشعر، فأول المزيفين للشعر في نظره حماد الراوية، الذي قال عنه: "وكان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حماد الراوية، وكان غير موثوق به. كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار. أخبرني أبو عبيدة عن يونس. قال: قدم حماد البصرة على بلال بن أبي بردة، فقال: ما أطرفتني شيئًا! فعاد إليه فأنشده القصيدة التي في شعر الحُطَيئَة في مديح أبي موسى. فقال: ويحك يمدح الحُطَيئَة أبا موسى، لا أعلم به، وأنا أروي للحطيئة. ولكن دعها تذهب بين الناس. وأخبرنا ابن سلام، قال: سمعت يونس يقول: العجب لمن يأخذ عن حماد وكان يكذب ويلحن ويكسر"٥. وحماد وأضرابه في نظر "ابن سلام"


١ المُزْهِرُ "١/ ١٧٧".
٢ المُزْهِرُ "١/ ١٧٩".
٣ المُزْهِرُ "١/ ١٨٠".
٤ مراتب النحويين "٧٢"، شوقي ضيف، العصر الجاهلي "١٧٤".
٥ طبقات "١٤ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>