للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمي البيت من الشعر قافية، وربما سموا القصيدة قافية، ويقولون رويت لفلان كذا وكذا قافية١. والقافية هي "ميقف" في العبرانية.

وأطلقت على القصيدة لفظة "كلمة"، وقد استعملها ابن سلام في مواضع من كتابه "طبقات الشعراء"، فتجده يقول: "ومن شعر حسان الرائع الجيد ما مدح به بني جفنة من غسان ملوك الشأم في كلمة"، ثم ذكر القصيدة، ثم يقول: "وقوله في الكلمة الأخرى الطويلة"٢، و"قال في يوم أحد كلمة قال فيها"٣، ويقول "وكان أبو الصلت يمدح أهل فارس حين قتلوا الحبشة في كلمة قال فيها"٤، و"السموأل بن عادياء يقول في كلمة له طويلة"٥، ووردت في مواضع عديدة أخرى بهذا المعنى وفي بقية كتب الشعر والأدب.

وتتألف القصيدة من أبيات. والبيت هو بيت الشعر٦. ويتكون البيت من شطرين. والشَّطْرُ نصف الشيء. فشطر البيت نصفه٧. والبيت في القصيدة الجاهلية وحدة معنوية مستقلة قائمة بذاتها، إذا انتزعت بيتًا منها، أو تركت بيتًا، أو قدمت فيها بيتًا على بيت، أو أخرت في أبياتها، فإنك لا تكاد تفصم عرى القصيدة ولا تؤثر على ترابط معناها في الغالب، لأن كل بيت منها وحدة قائمة بذاتها لا تتصل بما قبلها أو بما بعدها إلا بسبب الوزن والقافية.

وقد عرفت بعض الأبيات بالأوابد. والأوابد من الشعر: الأبيات السائرة كالأمثال٨. وذكر أن الأوابد الشوارد من القوافي٩، ورد في كتب اللغة: "ومن المجاز أبد الشاعر يأبد أبودًا، إذا أتى العويص في شعره. وهي الأوابد والغرائب وما لا يعرف معناه على بادئ الرأي"١٠.


١ تاج العروس "١٠/ ٣٠٠"، "قفو".
٢ "ص٥٣، ٥٤".
٣ طبقات "٥٨".
٤ طبقات "٦٦".
٥ طبقات "٧١".
٦ تاج العروس "١/ ٥٣٠"، "بيت".
٧ تاج العروس "٣/ ٢٩٨"، "شطر".
٨ العمدة "٢/ ١٨٥".
٩ اللسان "٣/ ٦٩"، "أبد".
١٠ تاج العروس "٢/ ٢٨٦ وما بعدها"، "أبد".

<<  <  ج: ص:  >  >>