للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خذ المصحف وصبغًا يخالف لون المداد، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف. وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله، فإذا أتبعت شيئًا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين"١.

"وقيل: إنه دخل إلى منزله، فقالت له بعض بناته: ما أحسن السماءُ! قال: أي بنية نجومها، فقالت: إني لم أرد أي شيء منها أحسن؟ وإنما تعجبت من حسنها، فقال: إذًا فقولي ما أحسن السماءَ! فحينئذ وضع كتابًا"٢. و"قيل: وأتى أبو الأسود عبد الله بن عباس، فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت؛ فأردت أن أضع شيئًا لهم يقومون به ألسنتهم. قال: لعلك تريد النحو؛ أما إنه حق، واستعن بسورة يوسف"٣. و"قال أبو حرب بن أبي الأسود: أول باب رسم أبي من النحو باب التعجب. وقيل: أول باب رسم باب الفاعل والمفعول، والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر والجزم"٤.

"ومن الرواة من يقول: إن أبا الاسود هو أول من استنبط النحو، واستخرجه من العدم إلى الوجود، وأنه رأى بخطه ما استخرجه، ولم يعزه إلى أحد قبله"٥. وكان"أول من أسس العربية وفتح بابها وأنهج سبيلها ووضع قياسها"٦. وروي عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل عن أبيه، قال: "كان أبو الأسود أول من وضع النحو بالبصرة"٧.

وتذكر رواية أن أبا الأسود الدؤلي إنما وضع النحو بأمر من الخليفة "عمر"، روت أن أعرابيًّا قدم المدينة في خلافته، فقال: "من يقرئني شيئًا مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأقرأه رجل سورة براءة فقال: "أن الله بريء من المشركين ورسوله" بالجر، فقال الأعرابي: أو قد برئ الله من رسوله! إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه! فبلغ عمر -رضي الله عنه- مقالة الأعرابي، فدعاه فقال: يا أعرابي: أتبرأ من رسول الله!


١ ابن الأنباري، نزهة "٩"، الإصابة "٢/ ٢٣٣"، "رقم٤٣٢٩".
٢ القِفْطي، إنباه الرواة "١/ ١٦"، الإصابة "٢/ ٢٣٣"، "رقم٤٣٢٩".
٣ المصدر نفسه.
٤ كذلك.
٥ القِفْطي، إنباه الرواة "١/ ٧".
٦ المصدر نفسه "١/ ١٤".
٧ ابن الأنباري، نزهة "١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>