للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسهد في وقت العشاء سليمها ... لحلى النساء في يديه قعاقع١

وفي جملة داووا به الخدر الذي يصيب الرجل، أنهم كانوا يذكرون أحب الناس إلى الشخص، فيذهب الخدر عنه٢.

وزعموا أنه إذا ظهرت بشفة الغلام بثور، يأخذ منخلًا على رأسه ويمر بين بيوت الحي، وينادي: الحلأ الحلأ، فيلقى في منخله من ههنا ثمرة، ومن ههنا كسرة، ومن ثم بضعة لحم، فإذا امتلأ، نثره بين الكلاب، فيذهب عنه البثر، وذلك البثر يسمى: الحلأ٣.

وإذا أراد أحدهم دخول قرية، فخاف وباءها، أو جنها، فله سبيل سهل يحميه ويقيه، هو أن يقف على باب القرية والموضع الذي يريد دخوله، ثم ينهق نهيق الحمار، ثم يعلق عليه كعب أرنب، فيدخل عندئذ الموضع دون خوف.

فقد فعل ما يتقي به الأذى والسوء ويسمون ذلك التعشير قال عروة بن الورد.

لعمري لئن عشرت من خشية الردى ... نهاق الحمير إنني لجزوع٤

وإذا أرادت المرأة المقلاة أن يعيش ولدها، ففي إمكانها ذلك إذا تخطت القتيل الشريف سبع مرات، وعندئذ يعيش ولدها. وفي ذلك يقول بشر بن أبي خازم:

تظل مقاليت النساء يطأنه ... يقلن ألا يُلقى على المرء مئزر٥

والجاهليون، مثل غيرهم من شعوب ذلك الزمن، وفي جملتهم العبرانيون، كانوا يرون أن الأمراض هي غضب يسلطه الآلهة على الإنسان لتنتقم منه، لسبب ما، مثل عدم قيام المريض بواجباته تجاهها، ولهذا كانوا يسرعون بتقديم النذور والقرابين إليها ترضية لها. ويرد المرض إليهم، بتسلط الهوام وبعض الديدان والأرواح الشريرة على الإنسان، فتصيبه بالمرض. ولهذا كان الطب من واجب


١ نهاية الأرب "٣/ ١٢٤".
٢ نهاية الأرب "٣/ ١٢٥".
٣ نهاية الأرب "٣/ ١٢٥".
٤ نهاية الأرب "٣/ ١٢٥"، بلوغ الأرب "٢/ ٣١٥".
٥ نهاية الأرب "٣/ ١٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>