للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد١

ويجب ألا ننسى الشاعر: "أمية بن أبي الصلت" الذي لم يكن كاتبًا قارئًا فحسب، بل كان واقفًا على كتب أهل الكتاب كذلك، وكان يقرأها، ويقتبس منها، وقد استخدم في شعره ألفاظًا ذكر أنه أخذها من كتب أهل الكتاب٢.

ونضيف إلى من تقدم: "الزبرقان بن بدر"٣، و"النابغة الذبياني"٤ و"الربيع بن زياد العبسي"٥، و"لبيد بن ربيعة العامري"٦، و"كعب بن زهير بن أبي سلمى"٧.

ودعوى أن الجاهليين كانوا أميين وعلى الفطرة والبديهة، لا يحسنون كتابة وقراءة خلا نفر بمكة وأشخاص بيثرب، دعوى باردة سخيفة، لا يمكن لمن له إلمام بأحوال الجاهلية أن يصدق بها. فأهل الأخبار الذين يروون هذه الرواية، يعودون فيخطئون أنفسهم، بسرد أسماء رجال من جزيرة العرب ومن العراق وبلاد الشأم، ذكروا أنهم كانوا يقرءون ويكتبون، بل ذكروا أكثر من ذلك، ذكروا أن منهم من كان يقرأ العبرانية أو السريانية، كالأحناف، ثم إنهم يذكرون أخبار مراسلات سادات القبائل في مختلف مواضع جزيرة العرب مع الرسول، ومكاتبة مسيلمة مع النبي وتأليفه كتابًا زعم أنه وحي نزل عليه من السماء مثل ما نزل على الرسول، فهل يعقل بعد ذلك، قول قائل: إن العرب كانوا أميين، خلا نفر. وقد رأينا أنهم تركوا آلاف الكتابات باللهجات العربية


١ ابن قتيبة، الشعر والشعراء "١/ ١٥٢"، الأغاني "٢٠/ ٢٤"، مختارات ابن الشجري "٢ وما بعدها".
٢ ابن هشام، سيرة "١/ ٤٨"، الأغاني "٣/ ١٢٣"، "٣/ ١٢١ وما بعدها"، "٤/ ١٢٩"، ابن قتيبة، المعارف "٢٨"، ابن سعد، الطبقات "٥/ ٣٧٦"، المزهر "٢/ ٣٠٩".
٣ الأغاني "٣/ ١٨٠".
٤ البغدادي، الخزانة "٢/ ٣٩٢ وما بعدها".
٥ الأغاني "١٦/ ٢٢ وما بعدها"، أمالي المرتضى "١/ ١٣٦".
٦ ابن قتيبة، الشعر "٢٣٣ وما بعدها"، الخزانة "٢/ ٢١٥".
٧ ابن قتيبة، الشعر "١/ ٩١"، جمهرة أشعار العرب "٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>