كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

أيضاً، والجَلَد أي: الشجاعة، وقول الشعر، وأصحاب الشرف والنسب: الكملة. وجمع بعض أهل الأخبار إلى ذلك استواء القامة وكمال الإنسان١. ومن هؤلاء الكلمة: "سعد بن عبادة بن دليم" سيد الخزرج، وهو من أسرة غنية تطعم الفقراء، ولها أطم يأوي إليه الفقراء للأكل. ولما نزل النبي يثرب، كانت جفنة "سعد" تدور مع النبي، وكان يعشي كل ليلة أهل الصفة٢.

ومن الكملة: الربيع بن زياد العبسي. وكان هو وإخوته من الكملة٣. و "رافع بن مالك"، و"أسيد بن حضير"، و"عبد الله بن أبي"، و"أوس بن خولى"، و"سويد بن الصامت"، و"حضير الكتائب"٤.

ويظهر من النظر إلى قائمة أسماء من أدخلهم أهل الأخبار في الكملة، أن الكتابة والرماية والعوم، لم تكن الشروط الأساسية الكافية، لكي يعد الإنسان كاملًا، فقد توفرت هذه الشروط في أناس آخرين، لم يدخلوا مع ذلك في الكملة، وإنما هنالك أشياء أخرى بالإضافة إلى الأمور المذكورة، هي الشرف وكمال الجسم والعقل والامتناع عن الهجر في الكلام، والتحلي بالحكمة وبالفطانة واللب وقول الشعر المحكم الحكيم.

وكان "عبد الرحمن بن جبر"، أبو عبس الأنصاري، يكتب بالعربية قبل الإسلام. ومات سنة أربع وثلاثين٥.

وكان "المنذر"، "منذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان" الخزرجي من الكتبة. وكان أحد السبعين الذين بايعوا الرسول، وأحد النقباء

١ المعارف "٢٥٩"، الأغاني "٣/ ٢٥"، "دار الكتب"، ابن سعد، طبقات "٣/ ٥٤٢".
٢ ابن سعد طبقات "٣/ ٦١٣"، الإصابة "٢/ ٢٧"، "رقم ٣١٧٣"، الاستيعاب "٢/ ٣٢ وما بعدها"، "حاشية على الإصابة"، أسد الغابة "٢/ ٣٧٨"، ابن الأثير، الكامل، "٢/ ٣٧٨"، ابن هشام "٢/ ٨٩".
٣ أمالي المرتضى "١/ ١٣٦، ١٩٠"، الأغاني "١٦/ ٢٢ وما بعدها".
٤ فتوح البلدان "٤٥٩ وما بعدها"، ابن سعد، طبقات "٣/ ٥٤٢"، الإصابة "١/ ٩٨ وما بعدها"، "رقم٣٣٤"، تفسير الطبري "٤/ ٢٣"، الروض الأنف "١/ ٢٦٥ وما بعدها"، الأغاني "٢/ ١٦٤"، ابن هشام، سيرة "١/ ٢٦٥"، "حاشية على الروض".
٥ المعارف "٣٢٦"، "أبو عيسى"، الإصابة "٢/ ٣٨٦"، "رقم ٥٠٩٧"، "٤/ ١٥٠"، "رقم٨٨٠".