للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ترتيبهم على النحو المدون في تأريخه. فالذين ذكرهم على أنهم ملوك لم يكن مجال حكمهم كبيرًا واسعًا، وهم لم يكونوا في الواقع إلا سادات بيوت أو سادات عشائر منشقة، تمسكت باللقب القديم الموروث: لقب ملك. وقد كان بعضهم يعاصر بعضًا، ويدعي الرئاسة لنفسه، وذلك بسبب تخاصمهم، ولهذا كثرت أسماؤهم في قائمة حمزة. وقد انحسر مد حكمهم وانكمش فاقتصر على البوادي، ولا يتعارض ذلك بالطبع مع ورود أخبار بسكناهم في قصورهم عند أطراف المدن ومشارف القرى، فإن سادات القبائل في هذا اليوم أيضًا يحكمون القبائل ويعيشون في قصور في المدن، وهم لا يحكمون المدن بالطبع.

والذي يظهر من روايات أخرى من روايات أهل الأخبار من غير حمزة أن أبين رجل من غسان ظهر بعد النعمان، هو "الحارث" المعروف بـ"الأصغر" ثم "عمرو بن الحارث"، وهو الذي مدحه "النابغة" ثم "النعمان بن الحارث" وهو شقيق "عمرو" وقد مات مقتولًا كما يظهر ذلك من شعر للنابغة الذبياني، ثم "شرحبيل بن عمرو الغساني"، و"جبلة بن الأيهم".

ولما كنا قد سرنا على قائمة حمزة في ترتيب الملوك، فإننا نجاريه في ترتيبه لهم فنذكر أسماء من حكم الغساسنة بعد النعمان على وفق هذه القائمة، فنقول:

حكم بعد النعمان على رواية حمزة وآخرين "المنذر بن الحارث" أي شقيق المنذر والنعمان، وجعل حمزة مدة حكمه ثلاث عشرة سنة، ولقبه بلقب "الأصغر" وكناه بـ"أبي شمر"١.

وتولى بعده على رواية حمزة أخوه جبلة، وجعل منزله بـ"حارب" ونسب إليه بناء "قصر حارب" و"محارب" و"صنيعة"، وكانت مدة حكمه على رأيه أربعًا وثلاثين سنة ٢.

وحكم بعد جبلة على رواية حمزة أخوه الأيهم. وقد حكم على رأيه ثلاث سنين ونسب إليه بناء "دير ضخم" و"دير النبوة" و"دير سعف"٣.

ثم انتقل الحكم على رواية حمزة أيضًا إلى عمرو، وهو أيضًا على رأيه أحد


١ حمزة "ص٧٨"، المحبر "ص٣٧٢".
٢ حمزة "ص٧٨"، البطليوسي "ص٧".
٣ حمزة "ص٨٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>