للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوف أذكر من ذلك دليلاً واحداً لكونه مع دلالته على ما ذهب إليه شيخ الإسلام، يدل أيضاً على أثر هذين النورين في تحصين المسلم ضد الأفكار الهدامة وأسبابها -التي هي موضوع الدراسة.

قال صلى الله عليه وسلم: "ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تنفرجوا، وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم " ١.

وخلاصة هذه الأقوال الثلاثة أنها متفقة على أن أحد النورين هو القرآن وما يدل عليه من العلم، أما النور الثاني فهو في قول: الفطرة السليمة، وفي آخر: الحجج والبراهين العقلية، وفي الثالث: الإيمان.


١ أخرجه الإمام أحمد في المسند واللفظ له ٤/١٨٢، ١٨٣ من حديث النواس بن سمعان، والحاكم وقال:"صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي، المستدرك ١/٧٣ ووافقهما الألباني، انظر: ظلال الجنة في تخريج السنة مع كتاب السنة لابن أبي عاصم ١/٤١، وقال ابن كثير:" هو إسناد حسن صحيح" تفسير القرآن العظيم ١/٤٣ ط: الشعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>