للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفسر بعضهم النور الأول بالفطرة السليمة والنور الثاني بالقرآن.

قال ابن كثير رحمه الله: "فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى، وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه، كما قال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود:١٧] . فشبه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الجوهري، وما يستهدي به من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل الذي لا كدر فيه ولا انحراف"١.

وفسر بعض العلماء النورين بالإيمان والقرآن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول قوله تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} : "نور الإيمان الذي في قلبه يطابق نور القرآن، كما أن الميزان العقلي يطابق الكتاب المنزل، فإن الله أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"٢.

وقد استدل لهذا المعنى بأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح٣.


١ تفسير القرآن العظيم، ط: الشعب، ٦/١٦.
٢ مجموع الفتاوى ١٠/٤٧٥.
٣ انظر: نفس المصدر من ٤٧٤-٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>