وغيرهم، يدل على ذلك قوله "شياطينهم" فَوَصْفُ أعداء الله ورسوله ودينه بأنهم شياطين وإضافتهم إليهم، يدل على أن العلاقة علاقة شر وإفساد في الأرض، وتآمر على الإسلام وأهله، وذلك من فعل الشياطين وأتباعهم.
قال ابن جرير رحمه الله:"وكذلك أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون للمؤمنين المصدقين بالله وكتابه ورسله بألسنتهم: آمنا وصدقنا بمحمد وبما جاء به من عند الله، خداعاً عن دمائهم وأموالهم وذراريهم، ودرءاً لهم عنها، وأنهم إذا دخلوا إلى مردتهم وأهل العتو والشر والخبث منهم ومن سائر أهل الشرك الذين هم على مثل الذي هم عليه من الكفر بالله وبكتابه ورسوله وهم شياطينهم -وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن شياطين كل شيء مردته- قالوا لهم {قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ} أي إنا معكم على دينكم وظهراؤكم على من خالفكم فيه، وأولياؤكم دون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، إنما نحن مستهزئون بالله وبكتابه ورسوله وأصحابه"١.
فالمنافقون الذين ركنوا إلى أعداء الله، وتوكلوا عليهم، وأحسنوا الظن بهم وأحبوهم وأعجبوا بحالهم، هم الجسر والمنفذ الذي يتسلل منه الفكر الجاهلي ويشاد برجاله، وتحسن أحواله، وتثبت نظرياته وفلسفاته