بعد أن انتهى أبو علي القالي من كتابه هذا الذي أطلق عليه اسم "الأمالي" تجمعت لديه مادة علمية أخرى فأملاها على النسق نفسه وأطلق عليها اسم "ذيل الأمالي" ثم لم يلبث أن تجمعت لديه مادة أخرى من الأخبار، والقصائد، والدروس فقدمها تحت اسم "ذيل الأمالي" ثم لم يلبث أن تجمعت لديه مادة أخرى من الأخبار والقصائد، والدروس اللغوية فقدمها تحت اسم "النوادر".
قد يوحي العنوان الجديد بتحول أو تغيير في طريقة الكتاب وعرضه ومادته، غير أن شيئًا ذا بال لا نكاد نحسه أو نلمسه في هذا السبيل اللهم إلا غلبة الأخبار على ما سواها من المواد التي ألفناها من أبي علي في "الأمالي" و "الذيل".
على أن الملامح التي تربط بين الأمالي والذيل والنوادر متشابهة، والموضوعات مشتركة والسمات متقاربة، وليس ذلك بغريب طالما كان المؤلف واحدًا والهدف واحدًا والمنهاج واحدًا.
ومهما كان الأمر فكتاب الأمالي لأبي علي القالي يعتبر سفارة ثقافية فريدة نفيسة فرضها أبو علي العقل الأندلسي والثقافة الأندلسية من واقع الثقافة المشرقية الكلاسيكية.