عاشرًا: والكتاب يستهدف الثقافة العامة إلى جانب استهدافه الثقافة الخاصة، ومن ثم فإن ضم الكثير من الأخبار التاريخية الهامة الكبيرة والخطيرة التي تبدو صغيرة، كما تضمن العديد من أخبار بني أمية، وخلفائهم وعمالهم وشعرائهم وخصومهم والأحداث الهامة التي جرت في تاريخ العرب في الشرق جاهليه وإسلاميه وأحيانًا يتعدى ذلك إلى أخبار تاريخية هندية أو فارسية.
حادي عشر: لم يفت المؤلف -وقد توسم الجد وصعوبة الموضوعات التي طرقها في أغلب صفحات الكتاب- أن يخفف عن القارئ كما فعل سابقوه من المشارقة بإيراد طرفة هنا وملحة هناك فيصيب بذلك هدفين: التسرية عن القارئ الذي يكون عرضة للسأم والملل، وإضافة معلومات فكهة إلى حصيلته في مجتمع كان للملحة خطرها في المحافل العامة والخاصة.
هذا ونود أخيرًا أن نبدي ملاحظتين هامتين حول الكتاب، الأولى الدقة المتناهية في الإسناد والرواية إذ لا يكاد أبو علي يذكر نصًّا إلا وقد وصل إسناده إلى صاحبه، عن طريق الرواية الدقيقة، والثانية أن الكتاب نقل كثيرًا عن "الكامل", "مجالس ثعلب" و "بلاغات النساء" وبخاصة فيما يتعلق بأخبار النساء وفصاحتهن وصفاتهن ونوادرهن.