للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غنية في هذا الشأن، وذلك أن الطابع اللغوي هو السمة الأولى للكتاب، وهو في ذلك ينهج مناهج أربعة:

أ- أن يورد أحاديث بعينها جرت على لسان إنسان بعينه في الموضوع الذي يراد طرق بابه مثل وصف أعرابي للنساء، أو وصف الشاب للفرس الذي اشتراه، ومن خلال الحديث الأول ينفذ المؤلف إلى صفات النساء، ومن خلال الحديث الثاني ينفذ المؤلف إلى الكلام على صفات الفرس، هذا فضلًا عن أحاديث كثيرة جرت على ألسنة الأعراب حفل بها الكتاب وقدم المؤلف من خلالها مفردات لغوية وفيرة١.

ب- أن يطرق المؤلف موضوعه مباشرة حين يريد تقديم مفردات لغوية كأن يتحدث عن ترتيب أسنان الإبل وأسمائها، أو الفرس وصفاتها مع ذكر شواهد حيث استحسن ذكر الشاهد. وفي كثير من الأحيان يعمد إلى التوسع في سرده وشرحه، حتى إن صفة الفرس اقتضت منه ثماني صفحات من كتابه على سبيل المثال٢.

جـ- يأتي بمادة لغوية بعينها ويحللها مثل مادة خ ل ف٣ - ح س س٤ - ع ق ب٥ - وت ر٦ ع ور٧ وهكذا.

هـ- يعرض المؤلف للحروف التي تختلف رسمًا، وتتشابه نطقًا أو ذات المخارج الواحدة ويقدم عنها دراسة في نطاق الصوتيات والإدغام والإبدال مثل ما يكون بالهاء والخاء، أو الصاد والطاء، أو الدال، والطاء، أو التاء، والطاء، أو السين، والزاي، أو ما تعاقب فيه النون والميم، أو ما يقال بالهمز والواو، أو ما يقال بالهمز والواو، أو ما يقال بالياء والهمز، كما يفرد عدة أحاديث لأحرف الإبدال.

تاسعًا: ضم الكتاب الكثير من خطب العرب في الجاهلية والإسلام ومغامراتهم وألوانًا من الحوار الفصيح جرت بين أعلام المشارقة من خلفاء، وعمال، وحكام، وأدباء، وأعيان.


١ الأمالي للقالي "١/ ٤١".
٢ المصدر "١/ ٢١، ٢/ ٢٤٦-٢٥٤".
٣ المصدر "١/ ١٥٦".
٤ المصدر "١/ ١٨٣".
٥ المصدر "١/ ١٨٢".
٦ المصدر "١/ ٢٣١".
٧ المصدر "١/ ٥٨".

<<  <   >  >>