أَحدهَا أَن الْبناء يحْتَاج إِلَى النعاون عَلَيْهِ بِجمع الْأَيْدِي الْكَثِيرَة ومضاعفة الْقدر البشرية وَحِينَئِذٍ تبلغ مِمَّا عظم مِنْهُ الْغَايَة الْمَقْصُودَة
الثَّانِي أَن المباني قد تكون لعظمها اكثر من الْقدر مُفْردَة أَو مضاعفة بالهندام لتحتاج إِلَى معاودة أُخْرَى فِي ازمنة متعاقبة إِلَى أَن تتمّ كَمَا يَحْكِي أَن سد مأرب بناه وسَاق إِلَيْهِ سبعين وَاديا وعاقه الْمَوْت عَن اتمامه فأتمه مُلُوك حمير من بعده
الثَّالِث أَن الْملك الْوَاحِد تَجدهُ يشرع فِي تأسيس المباني الضخمة فَإِذا لم يُتمهَا من بعده من الْمُلُوك بقيت بِحَالِهَا من غير تَمام
الرَّابِع أَن كثيرا من المباني الهائلة عجز عَن هدمها من قصرت مقدرته عَن الْهدم مَعَ انه اسهل من الْبناء لانه رُجُوع إِلَى الأَصْل الَّذِي هُوَ الْعَدَم وَالْبناء على خلاف الأَصْل وَعند ذَلِك تعلم أَن الْقدر الَّذِي أسسته مفرطة الْقُوَّة وانها اثر دوَل عديدة