تَنْبِيه قَالَ ابْن خلدون وَقد يكون الْوَاضِع غافلا عَن نفس الِاخْتِيَار الطبيعي وانما يُرَاعِي مَا هُوَ اهم على نَفسه أَو قومه من غير الْتِفَات لحَاجَة غَيرهم كَمَا فعله الْعَرَب فِي أول الْإِسْلَام فِي المدن الَّتِي اختطوها بالعراق والحجاز وإفريقيا فانهم لم يرعوا فِيهَا إِلَّا المهم عِنْدهم من مرَاعِي الْإِبِل وَمَا يصلح لَهَا من الشّجر وَالْمَاء الْملح وَلم يراعوا المَاء وَلَا الْمزَارِع والحطب والمراعي كالقيروان والكوفة وَالْبَصْرَة وسجلسماسة وامثالها
قَالَ وَلِهَذَا كَانَت اقْربْ إِلَى الخراب لما لم تراع فِيهَا الْأُمُور الطبيعية
اعلام فَمَا يُرَاعِي فِي الْمَدِينَة المبنية على الْبَحْر امران أَن تكون فِي جبل وان تكون بَين امة موفودة الْعدَد وَمَتى لم تكن كَذَلِك طرقها الْعَدو البحري أَي وَقت أَرَادَ لَا مِنْهُ من اجابه الصَّرِيخ لَهَا وَعدم غناء خفرها المتعودين للدعة فِي الدفاع
قَالَ ابْن خلدون وَهَذَا كالإسكندرية من الْمشرق وطرابلس وبونه وسلا من الْمغرب