قال أبو الفتح: هذا منسوب إلى مصدر أممت الشئ أمّا، كقولك: قصدته قصدا، ثم أضيف إليه عليه السلام. هذا على هذا التفسير الذى سبق ذكره.
وقد يجوز مع هذا أن يكون أراد الأمّى بضم الهمزة كقراءه الجماعة، ثم لحقه تغيير النسب، كقولهم فى الإضافة إلى أميّة: أموى، بفتح الهمزة، وكقولهم فى الدّهر: دهرى، وفى الأمس إمسى، وفى الأفق أفقىّ بفتح الهمزة، وهو باب كبير واسع عنهم.
***
{أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ}(١٥٦) ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو الأسوارى: «أصيب به من أساء».
قال أبو الفتح: هذه القراءة أشد إفصاحا بالعدل من القراءة الفاشية التى هى: «من أشاء»؛ لأن العذاب فى القراءة الشاذة مذكور علة الاستحقاق له، وهو الإساءة، والقراءة الفاشية لا يتناول من ظاهرها علة إصابة العذاب له، وأن ذلك لشئ يرجع إلى الإنسان، وإن كنا قد أحطنا علما بأن الله تعالى لا يظلم عباده وأنه لا يعذب أحدا منهم إلا بما جناه واجترمه على نفسه، إلا أنا لم نعلم ذلك من هذه الآية، بل من أماكن غيرها. وظاهر قوله تعالى:{مَنْ أَشاءُ} بالشين معجمة ربما أوهم من يضعف نظره من المخالفين أنه يعذب من يشاء من عباده، أساء أو لم يسئ. نعوذ بالله من اعتقاد ما هذه سبيله، وهو حسبنا وولينا.
***
{وَعَزَّرُوهُ}(١٥٧) ومن ذلك قراءة الجحدرى وسليمان التيمى وقتادة: «وعزروه»، خفيفة الزاى.