{صُدُورُهُمْ} أى قد حصرت صدورهم، أى فقد دخلوا الجنة، فقال لهم:{لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} وقد اتّسع عنهم حذف القول كقوله تعالى: {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} أى يقولون لهم: سلام عليكم، وقال الشاعر:
رجلان من ضبة أخبرانا … إنا رأينا رجلا عريانا
أى قالا: إنا رأينا، ولذلك كسر. هكذا مذهب أصحابنا فى نحو هذا من إضمار القول.
وقد يجوز أن يكون قوله:{لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} قولا مرتجلا لا على تقدير إضمار القول، لكن استأنف الله عز وجل خطابهم، فقال:«أدخلوا الجنة»، كما استأنفه تعالى على القراءة المشهورة وهى:{اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ}.
ومثله من ترك كلام إلى كلام آخر بيت الكتاب، وهو قوله:
ألا يا بيت بالعلياء بيت
ألا تراه حمله على أنه نادى البيت، ثم ترك خطابه وأقبل على صاحبه، فقال: بالعلياء بيت، ثم رجع إلى خطاب البيت فقال له:
ولولا حب أهلك ما أتيت
وسألنى قديما بعض من كان يأخذ عنى، فقال: لم لا يكون «بيت» الثانى تكريرا على الأول كقولك: يا زيد زيد، ويكون بالعلياء فى موضع الحال من البيت الأول، كما كان قول النابغة: