قال أبو الفتح: أما «الجمّل» بالتثقيل «الجمل» بالتخفيف فكلاهما الحبل الغليظ من القنب، ويقال: حبل السفينة، ويقال: الحبال المجموعة، وكله قريب بعضه من بعض.
وأما «الجمل» فقد يجوز فى القياس أن يكون جمع جمل كأسد وأسد ووثن ووثن، وكذلك المضموم الميم أيضا كأسد.
وأما «الجمل» فبعيد أن يكون مخففا من المفتوح لخفة الفتحة وإن كان قد جاء عنهم قوله:
وما كل مبتاع ولو سلف صفقه … براجع ما قد فاته برداد
***
{لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ}(٤٩) من ذلك قراءة عكرمة: «لا ينالهم الله برحمة دخلوا الجنة».
وقرأ طلحة بن مصرّف:«برحمة أدخلوا الجنة»، أى فعل ذلك بهم.
قال أبو الفتح: الذى فى هاتين القراءتين خطابهم بقوله سبحانه: لا {خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، وطريق ذلك أن قوله:{أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ} الوقف هنا، ثم يستأنف فيقال: دخلوا الجنّة، أو أدخلوا الجنة، أى قد دخلوا أو أدخلوا، وإضمار قد موجود فى الكلام نحو قوله:{أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ}