قوله:«بالعلياء» فى موضع الحال، أى يا دار مية عالية مرتفعة، فيكون كقوله:
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام …
هذا معنى ما أورده بعد أن سدّدت السؤال ومكنته، فقلت: لا يجوز ذلك هنا؛ وذلك أنه لو كان البيت الثانى تكريرا على الأول لقال: لولا حب أهلك ما أتيت، فيكون كقولك: يا زيد لولا مكانك ما فعلت كذا، وأنت لا تقول: يا زيد ولولا مكانك لم أفعل كذا، فإذا بطل هذا ثبت ما قاله صاحب الكتاب من كونه كلاما بعد كلام، وجملة تتلو جملة. وهذا واضح، فقوله على هذا:{لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} جملة لا موضع لها من الإعراب من حيث كانت مرتجلة، وهى فى القول الأوّل منصوبة الموضع على الحال، أى دخلوا الجنة أو أدخلوا الجنة مقولا لهم هذا الكلام الذى هو لا خوف عليكم، وحذف القول وهو منصوب على الحال، وأقيم مقامه قوله:{لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} فانتصب انتصابه، كما أن قولهم: كلّمته فاه إلى فى منصوب على الحال؛ لأنه ناب عن جاعلا فاه إلى فىّ، أو لأنه وقع موقع مشافهة التى هى نائبة عن مشافها له.
***
{أَوْ نُرَدُّ}(٥٣) ومن ذلك قراءة ابن أبى إسحاق: «أو نردّ»، بنصب الدال.