للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حالها، ثم لم يعد إليها الضمة التى كان نقلها إلى الكاف عنها، بل أقر الكاف على ضمها، فقال: «ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ»، وقد جاء ذلك عنهم. أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بقول الشاعر:

إن ابن أحوص معروفا فبلّغه … فى ساعديه إذا رام العلا قصر

أراد: فبلّغه، ثم نقل الضمة من الهاء إلى الغين فصار فبلّغه، ثم حرك الهاء بالضم وأقر ضمة الغين عليها بحالها، فقال: فبلغه؛ وذلك أنه قد كثر النقل عنهم لهذه الضمة عن هذه الهاء، فإذا نقلت إلى موضع قرّت عليه وثبتت ثبات الواجب فيه.

وفى إقرار الحركة بحالها مع تحريك ما بعدها دلالة على صحة قول سيبويه بإقرار الحركة التى يحرك بها الساكن عند الحذف إذا رد إلى الكلمة ما كان حذف منها فى نحو قوله فى النسب إلى شيه: وشوىّ، وهذا مشروح هنا فى موضعه، فهذا وجه ثان كما تراه فى قوله: «ثم يدركه الموت» بضم الكاف؛ فاعرفه.

وأما قراءة الحسن: «ثم يدركه الموت» بالنصب فعلى إضمار «أن»، كقول الأعشى:

لنا هضبة لا ينزل الذلّ وسطها … ويأوى إليها المستجير فيعصما

أراد فأن يعصما، وهذا ليس بالسهل، وإنما بابه الشعر لا القرآن. ومن أبيات الكتاب:

سأترك منزلى لبنى تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا

والآية على كل حال أقوى من ذلك؛ لتقدم الشرط قبل المعطوف، وليس بواجب، وهذا واضح.

وفيه أكثر من هذا إلا أنا نكره ونتحامى الإطالة لا سيما فى الدقيق؛ لأنه مما يجفو على أهل القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>