للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد كان شيخنا أبو علىّ عمل كتابه الحجة، وظاهر أمره أنه لأصحاب القراءة، وفيه أشياء كثيرة قلما ينتصف فيها كثير ممن يدعى هذا العلم، حتى إنه مجفوّ عند القراء لما ذكرناه.

***

{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ} (١٠٤) ومن ذلك قراءة أبى عبد الرحمن الأعرج: «أن تكونوا تألمون»، بفتح الألف.

قال أبو الفتح: «أن» محمولة على قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي اِبْتِغاءِ الْقَوْمِ}، أى لا تهنوا لأنكم تألمون، كقولك: لا تجبن عن قرنك لخوفك منه، فمن اعتقد نصب «أن» بعد حذف الجر عنها فأن هنا منصوبة الموضع، وهى على مذهب الخليل مجرورة الموضع باللام المرادة، وصارت «أن» لكونها حرفا كالعوض فى اللفظ من اللام.

*** {فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ} (١٠٤) ومن ذلك قراءة يحيى: «فإنهم ييلمون كما تيلمون».

قال أبو الفتح: العرف فى نحو هذا أن من قال: أنت تئمن وتئلف وإيلف، فكسر حرف المضارعة فى نحو هذا-إذا صار إلى الياء فتحها البتة، فقال: هو يألف، ولا يقول: هو ييلف، استثقالا للكسرة فى الياء.

فأما قولهم فى يوجل ويوحل ونحوهما: ييجل وييحل، بكسر الياء فإنما احتمل ذلك هناك من قبل أنهم أرادوا قلب الواو ياء هربا من ثقل الواو؛ لأن الياء على كل حال أخف من الواو، وعلموا أنهم إذا قالوا: ييجل ويوحل، فقلبوا الواو ياء والياء قبلها مفتوحة-كان ذلك قلبا من غير قوة علة القلب، فكأنهم حملوا أنفسهم بما تجشموه من كسر الياء توصلا إلى قوة علة قلب الواو ياء، كما أبدلوا من ضمة لام أدلو جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>