للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُشْتَمِلًا على الْأَفْرَاد حَقِيقَة إِلَّا أَنه فَرد بِالنِّسْبَةِ إِلَى سَائِر الْأَجْنَاس أَلا يرى أَنَّك إِذا عددت الْأَجْنَاس كَانَ هَذَا جِنْسا وَاحِدًا لَكِن الْوَاحِد أَحَق للاسم الْفَرد عِنْد الْإِطْلَاق من الثَّلَاث لِأَنَّهُ فَرد حَقِيقَة وَحكما، وَالثَّلَاث فَرد اعْتِبَارا وَحكما فَكَانَ مُحْتملا فَصَارَ إِلَيْهِ عِنْد النِّيَّة وَمَا بَينهمَا وَهُوَ الثنتان عدد مَحْض لَيْسَ بفرد حَقِيقَة وَلَا حكما وَلَا مُحْتملا فَلَا يثبت عِنْد الْإِطْلَاق وَلَا عِنْد النِّيَّة] فَفِيمَا إِذا قَالَ: طَلِّقِي نَفسك، يحمل على فَرد حَقِيقِيّ، وَهُوَ طَلْقَة وَاحِدَة وَيحْتَمل فَردا اعتباريا، فَإِذا نوى يَصح، وَأما الثنتان فَهُوَ عدد مَحْض، فَلَا يتَنَاوَلهُ اسْم الْمُفْرد، فَلَا يعْتَبر بنيتة، فَتعين الْفَرد الْحَقِيقِيّ

والفرد الْحَقِيقِيّ فِي الْجمع ثَلَاثَة لِأَنَّهُ أقل الْجمع

والاعتباري فِيهِ جَمِيع أَفْرَاده، فَلَا يُمكن الانحصار، فَتعين الْفَرد الْحَقِيقِيّ وَهُوَ ثَلَاثَة فِي الْجمع

الفلق: الشق

{فالق الْحبّ} ، خالقه أَو شاقه بِإِخْرَاج الْوَرق مِنْهُ وَلَا يكون الفلق إِلَّا بَين جسمين

وَالْفرق قد يكون فِي الْأَجْسَام، وَقد يكون فِي الْمعَانِي

وَالْفرْقَان أبلغ من الْفرق لِأَنَّهُ يسْتَعْمل فِي الْفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَالْفرق يسْتَعْمل فِي ذَلِك وَفِي غَيره

وَالْفرق فِي الْمعَانِي والتفريق فِي الْأَعْيَان يُقَال فرقت بَين الْحكمَيْنِ مخففا، وَفرقت بَين الشخصين مشددا، وَالْأول فِيمَا يُرَاد بِهِ التَّمْيِيز، فَإِن (ميزت) بَين الْأَشْيَاء مشدد، و (مزت) بَين الشَّيْئَيْنِ مخفف

وَالثَّانِي فِيمَا يُرَاد بِهِ) عدم الِاجْتِمَاع، وَوجه الْمُنَاسبَة هُوَ أَن الْمعَانِي لَطِيفَة والأجسام والأعيان كثيفة، فأعطوا الْخَفِيف اللَّطِيف، والشديد للكثيف، وعَلى هَذَا (جَاءَ قَوْله تَعَالَى: {فيتعلمون مِنْهُمَا مَا يفرقون بِهِ بَين الْمَرْء وزوجه} وَقَوله تَعَالَى: {تبَارك الَّذِي نزل الْفرْقَان على عَبده} وَقد جَاءَ على عكس هَذَا) {وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر} ، {فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين}

قَالَ بَعضهم: قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر} بِمَعْنى فلقناه و {فِيهَا يفرق كل أَمر حَكِيم} : أَي يقْضى

{وقرآنا فرقناه} فصلناه وأحكمناه

{وَإِذ آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب وَالْفرْقَان} أَي انفراق الْبَحْر

الفلان: هُوَ كِنَايَة عَن الْأَعْلَام، كَمَا أَن (هُنَا) كِنَايَة عَن الْأَجْنَاس

وَفُلَان وفلانة: إِذا كَانَا كنايتين عَن ذَوي الْعلم

<<  <   >  >>