للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" قصر ثَوْبك فَإِنَّهُ أتقى وأنقى وَأبقى "

والمحرف: وَهُوَ مَا اتّفق ركناه فِي أعداد الْحُرُوف وترتيبها وَاخْتلفَا فِي الحركات، سَوَاء كَانَا من اسْمَيْنِ أَو من فعلين أَو من اسْم وَفعل، أَو من غير ذَلِك، فَإِن الْقَصْد فِيهِ اخْتِلَاف الحركات ك (الشدَّة) و (الشدَّة) وَفِي قَوْله وَتَعَالَى: {وَلَقَد أرسلنَا فيهم منذرين فَانْظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُنْذرين} وكقول الْقَائِل

(وَلما أَرَانِي الشّعْر وَهُوَ مذيل ... وجانب ذَاك الصدغ وَهُوَ مطرف)

(بدا بخمار من خمار بريقه ... فَقلت لَهُ هَذَا الجناس المحرف)

واللفظي: هُوَ الَّذِي إِذا تماثل ركناه وتجانسا خطا خَالف أَحدهمَا الآخر بإبدال حرف فِيهِ مُنَاسبَة لفظية ك (ناضرة) و (ناظرة) ؛ وَسَماهُ قوم بجناس الْعَكْس وَهُوَ الَّذِي يشْتَمل كل وَاحِد من ركنيه على حرف آخر من غير زِيَادَة وَلَا نقص وَيُخَالف أَحدهمَا فِي التَّرْتِيب كَقَوْلِه تَعَالَى: {بَين بني إِسْرَائِيل} وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لصَاحب الْقُرْآن " اقْرَأ وارقأ "

وَالْمُطلق: هُوَ الَّذِي كل ركن مِنْهُ يباين الآخر فِي الْمَعْنى نَحْو: {وَأسْلمت مَعَ سُلَيْمَان} ؛ {ليريه كَيفَ يواري} ؛ {وَإِن يردك بِخَير فَلَا راد لفضله}

وَالْمعْنَى فِي الِاشْتِقَاق رَاجع إِلَى أصل وَاحِد كَقَوْلِه: فِي خَادِم أسود مَشْهُور بالظلم:

(فعلك من لونك مستخرج ... وَالظُّلم مُشْتَقّ من الظُّلم)

وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {إِذا وَقعت الْوَاقِعَة} وَقَوله: {أزفت الآزفة}

وَالْقلب مِنْهُ كلا نَحْو: (حسامه فتح لأوليائه وحتف لأعدائه) ؛ وبعضا نَحْو: (اللَّهُمَّ اسْتُرْ عوراتنا وآمن روعاتنا)

وَإِن وَقع أَحدهمَا فِي الأول وَالْآخر فِي الآخر يُسمى مجنحا ك (مرض) و (ضرم)

وَإِن كَانَ التَّرْكِيب بِحَيْثُ لَو عكس حصل عينه فمستويا نَحْو: {كل فِي فلك} ، (كَبرت آيَات رَبك) ، (كن كَمَا أمكنك) ، (دَامَ علا الْعِمَاد) (سر فَلَا كبا بك الْفرس) ، (سور حماة بربها محروس)

(آس أرملا إِذا عرا ... وآرع إِذا الْمَرْء أسا)

وَالْإِشَارَة: وَيُسمى تجنيس الْكِنَايَة، وَهُوَ أَن لَا يظْهر بل يُشِير بِهِ، وَسبب وُرُود هَذَا النَّوْع فِي النّظم هُوَ أَن الشَّاعِر يقْصد المجانسة فِي بَيته بَين الرُّكْنَيْنِ من الجناس فَلَا يساعده الْوَزْن على إبرازهما فيضمر الْوَاحِد ويعدل بقوته إِلَى مرادف فِيهِ كِنَايَة تدل على الرُّكْن الْمُضمر فَإِن لم يتَّفق لَهُ مرادف الرُّكْن الْمُضمر يَأْتِي بِلَفْظَة فِيهَا كِنَايَة لفظية تدل عَلَيْهِ، وَهَذَا لَا يتَّفق فِي الْكَلَام المنثور، كَقَوْلِه:

<<  <   >  >>