للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي الكيفيات الجسمانية، كالصلابة والرخاوة

وَفِي الكيفيات النفسانية كالغرائز والأخلاق

وَفِي حَالَة إضافية، كَمَا تَقول: (أَلْفَاظه كَالْمَاءِ فِي السلالة، وكالنسيم فِي الرقة، وكالعسل فِي الْحَلَاوَة)

وتشبيه الْمَعْقُول بالمعقول كتشبيه الْوُجُود العاري عَن الْفَوَائِد بِالْعدمِ، وتشبيه الْفَوَائِد الَّتِي تبقى بعد عدم الشَّيْء بالوجود

وتشبيه المقعول بالمحسوس، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة}

وَفِي مَوضِع آخر {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف} وتشبيه المحسوس بالمعقول غير جَائِز، لِأَن الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة مستفادة من الْحَواس ومنتهية إِلَيْهَا، فَلَا يجوز جعل الْفَرْع أصلا وَالْأَصْل فرعا وَأما مَا جَاءَ فِي الْأَشْعَار فوجهه أَن يقدر الْمَعْقُول محسوسا على طَرِيق الْمُبَالغَة فرعا، فَيصح التَّشْبِيه حِينَئِذٍ، وَيقرب من هَذَا تَشْبِيه الْمَوْجُود بالمتخيل الَّذِي لَا وجود لَهُ فِي الْأَعْيَان، كتشبيه الْجَمْر بَين الرماد ببحر من الْمسك موجه الذَّهَب؛ وَذَلِكَ إِنَّمَا يتم أَن لَو فرض المتخيل من أُمُور كل وَاحِد مِنْهَا مَوْجُود فِي الْأَعْيَان فَحِينَئِذٍ يكون التَّشْبِيه حسنا

[وَقد يذكر مَعَ التَّشْبِيه وَجه الشّبَه كَقَوْلِك: (فلَان كالأسد فِي الشجَاعَة أَو نَتن الْفَم) إِلَى غير ذَلِك

وَقد يذكر مَعَه لأحد الطَّرفَيْنِ صفة تكون هِيَ منَاط وَجه التَّشْبِيه فِي ذَلِك الطّرف لينتقل مِنْهَا إِلَيْهِ كتشبيه الحبيب بالغزال الثني، وَذكر طيب النكهة مَقْرُونا بسواد الْخَال]

وتوافق الطَّرفَيْنِ فِي الْإِفْرَاد والتعدد غير لَازم فَإِنَّهُ قد يَتَعَدَّد الْمُشبه بِهِ ويتحد الْمُشبه وَيُسمى تَشْبِيه التَّسْوِيَة؛ وَقد ينعكس الْأَمر وَيُسمى تشيبه الْجمع

والتشبيه الْمُؤَكّد الَّذِي أجري فِيهِ الْمُشبه بِهِ على الْمُشبه نَحْو: (زيد أَسد) فَهُوَ اسْتِعَارَة عِنْد الْبَعْض

وَأما التَّجْرِيد مثل: (لقِيت مِنْهُ أسدا) فَهُوَ تَشْبِيه عِنْد بعض؛ وَالِاخْتِلَاف فيهمَا رَاجع إِلَى الِاخْتِلَاف فِي تَفْسِير الِاسْتِعَارَة والتشبيه

وَأما علو التَّشْبِيه فَهُوَ إِمَّا بإيهام اشْتِرَاك الْمُشبه مَعَ الْمُشبه بِهِ فِي جَمِيع أَوْصَافه، وَهُوَ بِحَذْف الْوَجْه، وَإِمَّا بإبهام الِاتِّحَاد بَينهمَا، وَهُوَ بِحَذْف الأداة، فَمَا لم يُوجد فِيهِ شَيْء من الْأَمريْنِ فَلَا علو فِيهِ من هَذِه الْحَيْثِيَّة، وَإِن كَانَ كلَاما بليغا فِي نَفسه، وَمَا وجد فِيهِ أَحدهمَا فَهُوَ عَال، وَمَا وجد فِيهِ كِلَاهُمَا فَهُوَ أَعلَى

التَّجْرِيد: هُوَ أَن ينتزع من أَمر ذِي صفة أَمر آخر مماثل لَهُ فِي تِلْكَ الصّفة مُبَالغَة فِي كمالها فِيهِ حَتَّى كَأَنَّهُ بلغ من الاتصاف بِتِلْكَ الصّفة إِلَى حَيْثُ يَصح أَن ينتزع مِنْهُ مَوْصُوف آخر بِتِلْكَ الصّفة، وَيكون ب (من) التجريدية، كَقَوْلِه: (لي من فلَان صديق حميم) وبالباء التجريدية الدَّاخِلَة على المنتزع مِنْهُ نَحْو قَوْلهم: (لَئِن سَأَلت فلَانا لتسألن بِهِ الْبَحْر) وَيُمكن بِدُخُول بَاء الْمَعِيَّة والمصاحبة فِي المنتزع نَحْو قَوْله:

<<  <   >  >>