للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالله أو ليسكت"، وعن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حلف بالأمانة فليس منا" رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حلف فقال: إنى برئ من الإسلام فإن كان كاذبًا فهو كما قال وإن كان صادقًا فلن يرجع إلى الإسلام سالمًا" رواه أبو داود.

وعن ابن عمر رضى الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه سمع رجلًا يقول لا والكعبة، فقال: لا تحلف بغير الله فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حلف بغير الله فد كفر أو أشرك" رواه الترمذى وقال: حديث حسن، وهو محمول على التغليظ كقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "الرياء شرك".

وعلى الجملة: فالناس اليوم لا يبالون في أمر الحلف، ولا يراقبون الله فيه لاستحكام الغفلة على قلوبهم، فعلى المرشد تحذيرهم من ذلك.

ومن العادات المذمومة: ما اعتاده الناس من حلق بعض الرأس دون بعض فقد ورد النهى عن ذلك كما ورد إباحة حلق الكل أو ترك الكل للرجال، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القزع" متفق عليه، وهو حلق بعض الرأس دون بعض، وعنه قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صبيًّا قد حلق بعض شعر رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال: "احلقوه كله أو اتركوه كله" رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهل آل جعفر ثلاثًا ثم آتاهم فقال: "لا تبكوا على أخى بعد اليوم" ثم قال: "ادعوا لي بنى أخى فجئ بنا كأننا أفرخ" فقال: "ادعوا لي الحلاق" فأمره فحلق رؤوسنا رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرطهما أيضًا.

ومن أقبح العادات: ما اعتاده الناس اليوم من حلق اللحية وتوفير الشارب وهذه البدعة كالتي قبلها سرت إلى المصريين من مخالطة الأجانب واستحسان عوائدهم حتى استقبحوا محاسن دينهم وهجروا سنة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب" وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه، رواه

<<  <   >  >>