فَكل ظرف يسْتَعْمل اسْما فَهَذَا مجازه، وَمَا كَانَ لَا يَقع إِلَّا ظرفا فَلَا يجوز الْإِخْبَار عَنهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يرْتَفع وكل مَا خبرت عَنهُ فَلَا بُد من رَفعه؛ لِأَنَّهُ خبر ابْتِدَاء فَمن ذَلِك (عِنْد) ، لَو قلت: زيد عنْدك، فَقَالَ قَائِل: أخبر عَن قَوْلك (عنْدك) لم يجز؛ لِأَنَّهُ كَانَ يلزمك أَن تَقول: الذى زيد فِيهِ عنْدك؛ فَترفع مَا لَا يجوز أَن يَقع مَرْفُوعا أبدا وَكَذَلِكَ ذَات مرّة، وَسوى، وَسَوَاء، وبعيدات بَين، / وسحر إِذا أردْت بِهِ سحر يَوْمك وَقد مرت الْعلَّة فى هَذِه الظروف فى موَاضعهَا وكل مَا نصبته نصب الظروف لم تخبر عَنهُ؛ لِأَن ناصبه قَائِم، وَإِنَّمَا تخبر عَنهُ إِذا حولته إِلَى الْأَسْمَاء وَكَذَلِكَ المصادر كل مَا تنصب مِنْهَا نصب الْمصدر لم تخبر عَنهُ فَإِن نصبته نصب الْأَسْمَاء، فقد حكمت لَهُ بِالرَّفْع، والخفض فى موضعهما، وَجَعَلته كَسَائِر الْأَسْمَاء، وَذَلِكَ قَوْلك: سرت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute