للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ الواحدي هَذَا الْبَيْت رَأس فِي صِحَة الإلف وَذَلِكَ أَن كل أحد يتَمَنَّى مُفَارقَة الشيب وَهُوَ يَقُول لَو فارقني شيبي إِلَى الصِّبَا لبكيت عَلَيْهِ لإلفي إِيَّاه لِأَنِّي خلقت ألوفا

١٣ - الْغَرِيب الْفسْطَاط مَدِينَة مصر وَفِيه سِتّ لُغَات فسطاط وفستاط بِالتَّاءِ بَدَلا من الطَّاء وفساط بِالتَّشْدِيدِ وَكسر الْفَاء وَضمّهَا فِي الثَّلَاث وأزرته حَملته على الزِّيَارَة والقوافي جمع قافية وَقد تكون القصيدة الْمَعْنى قَالَ الواحدي ذكر فِي الْبَيْت الأول أَنه أُلُوف لما يَصْحَبهُ فِي أَي حَال كَانَت مَكْرُوهَة أَو محبوبة ثمَّ اسْتثْنى فَقَالَ لكني على هَذِه الْحَالة من الألفة قصدت مصر وحملت هواي والنصح وَالشعر على زِيَارَة جواد بهَا كالبحر

١٤ - الْإِعْرَاب عطف جردا على مَا تقدم من قَوْله حَياتِي الْغَرِيب جردا يُرِيد خيلا قليلات الشّعْر وَهُوَ مدح فِي الْفرس والعوالي الرماح الْمَعْنى وأزرته خيلا جردا تركنَا الرماح بَين آذانها فباتت تتبع عوالي الرماح فِي سَيرهَا كَقَوْل الخنساء

(وَلمَّا أنْ رَأيْتُ الخيْل قُبْلاً ... تُباري بِالخُدُودِ شَبا العَوَالي)

١٥ - الْغَرِيب الصَّفَا الصخر وواحده صفاة يُقَال فِي الْمثل مَا تندى صِفَاته وَالْجمع صفا بِالْقصرِ وأصفاء وصفى على فعول قَالَ الأخيل

(كأنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النّفِىّ ... مِنْ طُولِ إشْرافً عَلى الطَّوِىّ)

(مَوَاقِعُ الطَّيرِ عَلى الصُّفِىّ ... )

والصفواء الْحِجَارَة اللينة الملمس قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(كميِتٍ يزِلُّ اللِّبْدُ عَنْ حَال متْنِهِ ... كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالمُتَنَزَّل)

والبزاة جمع باز وحوافيا جمع حاف ونصبه على الْحَال الْمَعْنى يَقُول إِذا وطِئت هَذِه الجرد فِي الصخر وَهِي حافية بِغَيْر نعال أثرت فِيهِ مثل صُدُور البزاة وَهُوَ من التَّشْبِيه الْجيد وَوصف حوافرها بالشدة والصلابة وَأَنَّهَا تُؤثر فِي الصخر حافية وَهُوَ مَنْقُول من قَول الراجز

<<  <  ج: ص:  >  >>