(يَرْفَعْنَ فِي الركض أمامَ السُّبَّقِ ... حَوَافِراً كالعَنْبرِ المُفَلَّقِ)
(يَنْقُشْنَ فِي الصَّخرِ صُدُورَ الزُّرَّقِ ... )
١٦ - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح بعيدات جمع مَا لَا يعقل فِي الصَّحِيح مذكرا أَو مؤنثا بِالْألف وَالتَّاء وَرُوِيَ أَبُو الْفَتْح وَتنظر بِالتَّاءِ أَي وَتنظر هَذِه الجرد وَهِي روايتي عَن شَيْخي أَنِّي الحزم وَأبي مُحَمَّد الْمَعْنى تنظر هَذِه الجرد من عيوني سود صوادق فِيمَا تنظره فِي ظلمَة اللَّيْل فترى الشَّخْص الْبعيد كَهَيْئَته فِي الْقرب وَذَلِكَ بِخِلَاف الْعَادة لِأَن الشَّخْص إِذا أبْصر من بعيد صغر فِي الْعين وَالْخَيْل تُوصَف بحدة النّظر وَقد قَالُوا أبْصر من فرس فِي غلس فوصفها بِأَنَّهَا ترى الشَّخْص الْبعيد عَنْهَا كَمَا يكون قَرِيبا
١٧ - الْغَرِيب الجرس الصَّوْت الْخَفي وَهُوَ السرَار والسوا مَعَ جمع سامعة وَهِي الْأذن والمناجاة السرَار والتنادي تفَاعل من قَوْلك فلَان أندى صَوتا من فلَان وَمِنْه الحَدِيث لقنها بِلَالًا فَهُوَ أندى صَوتا ويخلن يَحسبن الْمَعْنى وصفهن بحدة السّمع كَمَا وصفهن بِالنّظرِ الْحَدِيد فَهِيَ إِذا سَمِعت الْخَفي نصبت آذانها فَسَمعته وَهَذَا من عاداتها أَنَّهَا إِذا سَمِعت أخْفى مَا يكون نصبت آذانها حَتَّى إِن مَا يُنَاجِي بِهِ الضَّمِير عِنْدهَا كالمناداة لحدة سَمعهَا
١٨ - الْغَرِيب فرسَان الصَّباح فرسَان الْغَارة الَّتِي تغير عِنْد الصَّباح والغارة تكون عِنْد ذَاك الْوَقْت لِأَن الْقَوْم يكونُونَ غافلين فِي ذَلِك الْوَقْت فَصَارَ الصَّباح اسْما للغارة وأفاعي جمع أَفْعَى وَهُوَ ذكر الْحَيَّات وأعنة جمع عنان وَهُوَ للْفرس خَاصَّة وَهِي السيور الَّتِي تكون فِي اللجام الْمَعْنى أَنه يصف نَفسه وَأَصْحَابه بالنجدة إِذا دعوا لغارة فَيَقُول هَذِه الْخَيل تجاذب فرسانها أعنتها لقوتها ونشاطها وَشبه أعنتها وَهِي فِي طولهَا ممتدة على الْأَعْنَاق بالأفاعي وَنَقله من قَول ذِي الرمة
(رَجِيعَةُ أسْفار كَأنَّ زِمِامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسرَى الذّرَاعَينِ مطرق)
١٩ - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح لقُوَّة الْعَزْم يكَاد الْقلب يَتَحَرَّك عَن مَوْضِعه وَلَو تحرّك فِي الْحَقِيقَة لمات صَاحبه وَفِي مَعْنَاهُ لحبيب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute