للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

لِأَن المَال يذهبه الْجُود والأذى يذهب الْحَمد فَالَّذِي يمن بالجود غير مَحْمُود وَلَا مأجور وَهَذَا من أحسن الْكَلَام وَقد نظر فِيهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى {لَا تُبْطِلُوا صَدقَاتكُمْ بالمن والأذى} وَذكر الْحَاتِمِي أَن هَذَا الْبَيْت من قَول الْحَكِيم إِذا لم تتجرد الْأَفْعَال من الذَّم كَانَ الْإِحْسَان إساءة

١٠ - الْغَرِيب السخاوة والسخاء الْجُود يُقَال سخا يسخو وسخى يسخي قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم

(مُشَعْشَعَةً كَأنَّ الحُصَّ فِيها ... إِذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا)

وأخلاق أَفعَال وخصال الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح جمجم عَمَّا فِي قلبه من إفراط العتب وَلم يُصَرح بِهِ وَقَالَ الْخَطِيب نفس الْإِنْسَان لَهَا أَخْلَاق تدل عَلَيْهِ أسخى هُوَ أم متشبه بالأسخياء فأخلاقه تدل عَلَيْهِ فَيعرف أَن جوده طبع أم تطبع وَهَذَا من قَول الْحَكِيم تغير الْأَفْعَال الَّتِي تَأتي غير مطبوعة أَشد انقلابا من الرّيح الهبوب

١١ - الْإِعْرَاب يجوز فِي أقل فتح اللَّام وكسره وكل ذَلِك لالتقاء الساكنين فالكسر الْأَجَل كسرة الْقَاف فأتبع الكسرة الكسرة وَالْفَتْح طلبا للخفه مَعَ التَّضْعِيف وَقد قَرَأَ بَعضهم قُم اللَّيْل بِفَتْح الْمِيم الْغَرِيب الود الْمحبَّة وتصفى تخلص الْمَعْنى يَقُول لِقَلْبِهِ لَا تشتق إِلَى من لَا يشتاق إِلَيْك فانك تحب من لَا يجازيك بالمحبة كَقَوْل البحتري

(لَقَدَّ حَبَوَتُ صَفاءَ الوُدّ صائِنَهُ ... عَنَّى وَأقْرَضْتُهُ مَنْ لَا يجازِيِني)

١٢ - الْغَرِيب تَقول ألفت الْموضع بِالْكَسْرِ آلفه إلفا وألفت الْموضع أولفه إيلافا وآلفت الْموضع أؤالفه مؤالفة وإلافا فَصَارَ صُورَة افْعَل وفاعل فِي الْمَاضِي وَاحِدَة وَتقول آلف وألاف ككافر وكفار الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا شرح لما قبله وَدَلِيل على أَنه فَارق ذاما لِأَنَّهُ جعله كالشيب أَي لَو فَارَقت الشيب الذميم برحيلي إِلَى الصِّبَا وَهُوَ خير حَيَاة الْإِنْسَان لَكَانَ ذَلِك الْفِرَاق موجعا لقلبي مبكيا لعَيْنِي

<<  <  ج: ص:  >  >>