للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الْمَعْنى يَقُول هُوَ الْفَارِس الَّذِي يَتَّقِي بِهِ السِّلَاح وَالْمعْنَى أَنه يَتَّقِي بِهِ جَيْشه سلَاح الْأَعْدَاء يُرِيد أَنه يتَقَدَّم الْجَيْش إِلَى الْأَعْدَاء دون أَصْحَابه وَهَذَا من قَول عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كُنَّا إِذا اشْتَدَّ الْبَأْس اتقينا برَسُول الله

وَكَانَ أقربنا إِلَى الْعَدو قَالَ أَبُو عَليّ يَتَّقِي بِهِ السِّلَاح فَلَا يعْمل مَعَه شَيْئا وَمثل تَثْنِيَة الْخَيل قَول الآخر

(خيْلانِ منْ قومْي ومِنْ أعْدَائهِمْ ... خفَضُوا أسِنَّتهُمْ وكُلّ باغِي)

٤٠ - الْمَعْنى ذكر الواحدي يَقُول إِن المُرَاد لَو أَن يَده أنْكرت جراحاتها لعرفناها من آثَار يَده لِأَن غَيره لَا يقدر على مثلهَا يُرِيد ضرباته تعرف من ضربات غَيره وَكَذَا طعناته وَالْمرَاد بِالْيَدِ صَاحبهَا لِأَن الْيَد لَا تُوصَف بالإنكار

٤١ - الْغَرِيب المُرَاد بِالزِّيَادَةِ السَّوْط قَالَ الواحدي هُوَ مَأْخُوذ من قَول المرار

(وَلمْ يُلْقُوا وَسائِدَ غَيْرَ أيْدٍ ... زِيادُ تُهنَّ سَوْطٌ أوْ جَدِيلُ)

والنافع الثَّابِت وَالسَّمَاء الْعَلامَة وَمِنْه {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود} الْمَعْنى يَقُول كَيفَ تخفى الْيَد الَّتِي سوطها يقتل بِهِ فَكيف سيفها وَالْمعْنَى كَيفَ تخفى آثَار يَد الْمَوْت من علاماتها

٤٢ - الْغَرِيب تاه الرجل إِذا تكبر وتعظم الْمَعْنى يمول هُوَ عَظِيم شرِيف فَلَو تكبر وتعظم على أهل الدُّنْيَا لَكَانَ لَهُ الْعذر الْوَاسِع فِي ذَلِك لبَيَان شرفه وفضله عَلَيْهِم وَلكنه لم يفعل ذَلِك وَهُوَ كَقَوْل الآخر

(وَما تَزْدَهِينا الكِبْرِياءُ علَيْهِمُ ... إذَا كَلَّمُونا أنء نُكَلِّمَهُمْ نزْراً)

٤٣ - الْغَرِيب الْكفْر الْجحْد والتغطية والسجايا جمع سجية وَهِي الطبيعة والخلق الْمَعْنى يَقُول لَو كفر النَّاس نعْمَته وجحدوها لما أثر ذَلِك عِنْده وَلَا قطع عَنْهُم الْأَنْعَام لِأَن نَفسه مجبولة على فعل الْإِحْسَان فَهُوَ يُعْطي طبعا وَلَا يعْطى طلبا للشكر وَهُوَ من قَول بشار

(لَيْس يُعطِيكَ لِلرَّجاءِ وَللْخَوْفِ ... وَلِكنْ يَلَذُّ طَعْمَ العَطاءِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>