للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

- الْمَعْنى ضرب الْمثل لَهُ بالشمس وَهِي من أحسن الْأَشْيَاء يُرِيد أَن كَثْرَة مَنَافِع الدُّنْيَا بالشمس وَهِي لَا تطلب بذلك جاها عِنْد النَّاس وَلَا نفعا مِنْهُم لِأَن الله تَعَالَى سخرها للنَّاس وَكَذَا الممدوح مطبوع على فعل الْإِحْسَان

٤٥ - الْغَرِيب الحديا بِالدَّال الْمُهْملَة هِيَ الْوَاحِد والمباراة تَقول تحديت فلَانا إِذا باريته فِي فعل ونازعته الْغَلَبَة وَيُقَال أَنا حدياك أَي أبرز لي وَحدك قَالَ عَمْرو ابْن كُلْثُوم

(حُديَّا النَّاس كُلِّهِمِ جَميعا ... مُقارَعَةً بَنيِهِمْ عَنْ بَنيِنا)

ويروى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة بَيت أبي الطّيب على تَصْغِير حداء فلَان إِذا كَانَ بازائه وَأَلْجَأَ إِلَيْهِ اسْتندَ واعتصم الْمَعْنى يَقُول كل أَمر الْمُلُوك إِلَى من يتولاهم واستند إِلَى هَذَا الممدوح تكن وَاحِدًا مِنْهُم أَو مثلهم فَإنَّك إِذا استندت إِلَيْهِ ساميت الْمُلُوك وصرت مثلهم وَهُوَ من قَول بعض الوعاظ يَا هَذَا صانع وَجها وَاحِدًا تقبل عَلَيْك الْوُجُوه كلهَا

٤٦ - الْغَرِيب باهي من المباهاة وَهِي الْمُفَاخَرَة وتباهوا تفاخروا الْمَعْنى يَقُول لَا تعتقد الْإِمَارَة فِي غير الْأَمِير وَإِن رَأَيْت مفاخرا بالإمارة فَلَا يغرنك مفاخرته فَهُوَ الْأَمِير حَقًا وَمن سواهُ مجَازًا

٤٧ - الْغَرِيب فَعم مَلأ وساعد فَعم أَي ممتليء وَقد فَعم بِالضَّمِّ فعامة وفعومة وأفعمت الْإِنَاء ملأته قَالَ الراجز

(فَصَبَّحْتَ وَالطَّيرُ لمْ تَكَلَّمِ ... جابِيَةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفعَم)

وأفعمت الْبَيْت برِيح الطّيب ملأته بِهِ وَقَالَ قوم فِي بَيت أبي الطّيب فغم بغين مُعْجمَة وَهُوَ بِمَعْنى الولوع من قَوْلهم فغمت بِهِ إِذا ولعت وفغمة الطّيب رِيحه وفغمتي الطّيب إِذا سد خياشيمك والفغم بِالتَّحْرِيكِ الولوع والحرص قَالَ الْأَعْشَى

(تَؤُمُّ دِيارَ بَنِي عامِرٍ ... وَأنْتَ بِآلِ عَقِيلٍ فَغِمْ)

والخافقان أفقا الْمشرق وَالْمغْرب لِأَن اللَّيْل وَالنَّهَار يخفقان فِيهِ والريا الرَّائِحَة خبيثة كَانَت أَو طيبَة الْمَعْنى بقول إِنَّمَا الْملك هَذَا الممدوح الَّذِي مَمْلَكَته قد مَلَأت الدُّنْيَا شرقا وغربا فَهُوَ الْملك على الْحَقِيقَة وَغَيره مجَازًا

٤٨ - الْغَرِيب العابس المنقبض الكالح وَالسّلم ضد الْحَرْب وَقد طابق فِي الْبَيْت بَينهمَا بِذكر الهيجاء الْمَعْنى يَقُول هُوَ محتقر الْأَعْدَاء لَا يُبَالِي بهم كَثُرُوا وأقلوا فَهُوَ واثق بشجاعته فَإِذا كَانَت الْوُجُوه عابسة ف يُحَال الْحَرْب وضيق الْأَمر كَانَ هُوَ ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا فَالصُّلْح عِنْده وَالْحَرب سَوَاء

٤٩ - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح النَّاس الَّذين فِي طَاعَة غَيره كَأَنَّهُمْ يعْبدُونَ آلِهَة مُخْتَلفَة وعبيده الَّذين يطيعونه كَأَنَّهُمْ الموحدون لله لَا يشركُونَ بِهِ فَلَا يرجون سواهُ وَمن يخْدم سواهُ لم تَنْفَعهُ تِلْكَ الْخدمَة كَالَّذِين يعْبدُونَ الْآلهَة دون الله وَهَذَا كَقَوْلِه

(وَلَسْتَ مَلِيكا هازِما لِنَظِيره ... وَلكِنَّكَ التَّوْحِيدُ لِلشِّرْكِ هازِمُ)

وَقَالَ الواحدي يَعْنِي بِعَبْدِهِ نَفسه يَقُول خدمتي مَقْصُورَة عَلَيْهِ فَأَنا فِي خدمته كمن يعبد الله عز وَجل

<<  <  ج: ص:  >  >>