وَقَالَ غَيره حرك إخوانك بِبَعْض العتاب لِئَلَّا يستعذبوا أخلاقك واغض عَن بعض مَا تنكر لِئَلَّا يوحشهم إلحاحك وَهَذَا أقصد مَا قيل فِي هَذَا الْمَعْنى
وكتبت إِلَى بعض الاخوان العتاب مُقَدّمَة القطيعة وطليعة الْفرْقَة فتجنبه قبل أَن يجنبك حظك من السرُور بِرُؤْيَة أحبائك وانتقل عَنهُ قبل أَن ينْتَقل بك عَن مقرّ غبطتك بمشاهدة أودائك وَإِن لم تَجِد مِنْهُ بدا فاقتصد فِيهِ وَلَا تكْثر مِنْهُ فَإِن الْكثير من المحبوب مملول فَكيف من الْمَكْرُوه والاقتصاد فِي الْمَحْمُود ممدوح فَكيف المذموم
٤٧ - قَوْلهم أكلت يَوْم أكل الثور الاسود
يضْرب مثلا للرجل فقد ناصره فَلحقه الضيم من عدوه
وَهُوَ من أَمْثَال كليلة وتمثل بِهِ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام حِين اخْتلف عَلَيْهِ وعنى قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ
وَأَصله فِيمَا ذكر صَاحب كليلة أَن ثورين أسود وأبيض كَانَا فِي بعض المروج فَكَانَ الاسد إِذا قصدهما تعاونا عَلَيْهِ فرداه فَخَلا يَوْمًا بالابيض وَقَالَ لَهُ إِن خليتني فَأكلت الاسود خلا لَك مرعاك وَأُعْطِيك عهدا أَلا أطور بك فَخَلَّاهُ والاسود فَأَكله ثمَّ عطف عَلَيْهِ فافترسه فَقَالَ (إِنَّمَا أكلت يَوْم أكل الثور الاسود) وتخاذل الْقَوْم فِيمَا بَينهم من أَمَارَات شؤمهم وَدَلَائِل شقائهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute