٤٦ - قَوْلهم إِنَّمَا يُعَاتب الاديم ذُو الْبشرَة
مَعْنَاهُ إِنَّمَا يُرَاجع من تصلح مُرَاجعَته ويعاتب من الاخوان من لَا يحملهُ العتاب على اللجاج فِيمَا كره مِنْهُ وَعُوتِبَ من أَجله
وَأَصله أَن الْجلد اذا لم تصلحه الدبغة الاولى أُعِيد فِي الدّباغ إِن كَانَ ذَا قُوَّة ومسكة وَترك إِن كَانَ ضَعِيفا لِئَلَّا يزِيد ضعفا
وأصل الْبشرَة ظَاهر الْجلد والادمة بَاطِنه
وعَلى حسب ذَلِك يَقُول الشَّاعِر
(وَلَيْسَ عتاب النَّاس للمرء نَافِعًا ... إِذا لم يكن للمرء لب يعاتبه)
وَقد مدح العتاب وذم فالمدح قَوْلهم
(وَيبقى الود مَا بَقِي العتاب ... )
والذم قَوْلهم العتاب يبْعَث على التجني والتجني أَخُو المحاجة والمحاجة أُخْت الْعَدَاوَة والعداوة أم القطيعة
وَقَالَ آخر العتاب رَسُول الْفرْقَة وداعي القلى وَسبب السلوان وباعث الهجران
وَقَالَ بعض الاوائل سَبِيل من يَأْخُذ على أَيدي الاحداث أَلا يكدهم بالتوبيخ لِئَلَّا يضطروا إِلَى القحة
وَقَالَ آخر العتاب دَاعِيَة الاجتناب فَإِذا انبسطت المعاتبة انقبضت المصاحبة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute